تحديد تاريخ الآيات التى تشير إليها. إذ تشير الآيات من ٢ - ٥ من سورة الروم على سبيل المثال، إلى هزيمة البيزنطيين العسكرية، وقد تكون تلك الإشارة إلى سقوط القدس فى أيدى الفرس فى عام ٦١٤ (كما يعتقد أن سورة الفيل تشير إلى حملة عسكرية على مكة فى منتصف القرن السادس). وهناك إشارات كثيرة إلى أحوال الرسول الكريم فى مكة (مثل الاضطهاد الذى تعرض له، واتهامات خصومه له، وحياته المبكرة، ويُتمه) وإلى بعض الممارسات المحددة لأهل مكة، ولكن الآيات التى تتضمن هذه الإشارات لا يمكن تحديدها بأى قدر من الدقة. والفترة المدنية هى التى تتيح لنا التحديد الدقيق لتواريخ نزول الآيات، إلى حد معقول، على أساس الإشارة إلى أحداث تاريخية يمكن تحديد وقت نزولها استنادًا إلى مصادر أخرى، مثل غزوة بدر (ربيع عام ٦٢٤) وغزوة حنين (أوائل عام ٦٣٠) اللتين وردتا فى سورة آل عمران فى الآية ١٢٣ وفى سورة التوبة فى الآية ٢٥ على الترتيب. ويشير القرآن إلى تغيير القبلة من القدس إلى مكة إما فى أواخر عام ٦٢٣ أو أوائل ٦٢٤ إذ يرد ذلك فى سورة البقرة، فى الآيات من ١٤٨ - ١٥٠. كما يشير القرآن إلى إقرار الشعائر القديمة لفريضة الحج فى وقت وقوع غزوة بدر تقريبًا، فى سورة البقرة، فى الآيتين ١٥٨ و ١٩٨ وفى سورة المائدة فى الآية ٩٥ وما بعدها، حيث تُذكر الكعبة، والصفا والمروة، وجبل عرفات، ومشعر الحرم (فى مزدلفة) ذكرًا صريحًا. ويذكر القرآن زيد (بن حارثة) الذى كان الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قد تبناه، باسمه الصريح، فى سورة الأحزاب، فى الآية ٣٧ فى إطار الإشارة إلى حادثة وقعت فى ربيع عام ٦٢٧ كما يشير القرآن إلى أحداث تاريخية دون ذكر اسمها صراحة مثل غزوة أُحد (التى وقعت عام ٦٢٥) فى الآيات ١٥٥ - ١٧٤ من سورة آل عمران، وطرد يهود بنى النضير (٦٢٥) فى سورة الحشر، فى الآيات من ٢ - ٥, وغزوة الخندق (٦٢٧) فى سورة الأحزاب (الآيات ٩ - ٢٧) وغزوة خيبر (٦٢٨) فى سورة الفتح، فى الآية ١٥، وغزوة تبوك (٦٣٠) فى سورة التوبة