للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الوقت بحاجة إلى مساندة أسطول الموحدين له ضد الفرنجة. وتوجد لدينا رسالة تحمل اسم صلاح الدين كتبها القاضى الفاضل مؤرخة بتاريخ ٥٨٥ هـ/ ١١٨٩ م وموجهة إلى المنصور يسأله فيها أن يتدخل بنفسه (القلقشندى، صبح الأعشى، الجزء ٦ ص ٥٢٦).

اضطر قراقوش حينئذ أن يتعاون مع المنصور تنفيذا لأوامر صلاح الدين الذى أرسل فى العام التالى (٢٨ شعبان ٥٨٣ هـ/ ٣٠ سبتمبر ١١٩٠ م) سفارة إلى المنصور (انظر أبو شامة، الروضتين، جزء ٤، ص ٤٩٧ - ٥٠٥) يستنكر التصرفات غير المسئولة التى صدرت من جانب كل من السلحدار والمملوك (وفقًا لأبى شامة جزء ٢ ص ٥٠٨، تم تسليم المملوك إلى تونس عن طريق قراقوش. أما الاستبصار جزء ٣، فيذكر أن هذا المملوك واسمه فى هذا المقام أبو الزبا الفارسى قد نفى من طرابلس إلى مراكش) وبعد أن أقام قراقوش فترة من الزمن مع والى تونس، عاد لمتابعة القتال ثم وثب على قابس وطرابلس ونجح فى استردادهما بمساعدة بعض القبائل المتمردة (٥٨٦ هـ/ ١١٩٠ م).

على أنه بعد وفاة على بن غانية سنة ٥٨٤ هـ/ ١١٨٨ م، تدهورت العلاقات بين قراقوش ويحيى بن غانية شقيق علىّ وخليفته، فقد قام فى عام ٥٩١ هـ/ ١١٩٥ م يحيى بن غانية حاكم "الجديد" بالاستيلاء على قابس وطرابلس، فلم يكن من قراقوش إلا أن ترك لطرابلس نائبه "ياقوت" وفرّ إلى "ودّان" ناشدًا الأمان. فلما أخرج يحيى ابن غانية بدوره من أفريقيا، لجأ هو الآخر إلى "ودان" فى نفس السنة (٦٠٦ هـ/ ١٢٠٩ م) وحاصر حليف بنى غانية السابق الذى لم يكن فى استطاعته مقاومته، فأخذه يحيى هو وأحد أبنائه وقتلهما فى ٦٠٩ هـ/ ١٢١٢ م. وهكذا انتهت حياة واحد من المغامرين الذى خاض غمار الحروب أربعين عامًا، كان أغلبها لصالح صلاح الدين الأيوبى بقدر ما هى لفائدته.

ويوجد مزيد من التفاصيل عن واحد من أولاده كان قد فر إلى ودان بعد أن