وفى عهد هارون الرشيد (١٧٠ - ١٩٢ هـ/ ٧٨٦ - ٨٠٩ م) انتُزِع من جند قنسرين الأرض الممتدة من أنطاكيه إلى الساحل غربا والمنطقة ما بين حلب ومَنْبِج شرقا ونواحى الثغور الشمالية التى شكلت منطقة العواصم واقتصر "الجند" حينذاك على المنطقة جنوب حلب، وكانت تلك هى فترة نهاية الأهمية العسكرية لهذا الجند، بيد أن نشاطه الاقتصادى استمر كما يدل على ذلك زيادة أموال الضرائب والجزية المدفوعة للمأمون. وفى القرن الثالث للهجرة (= التاسع الميلادى) دفع جند قنسرين ٣٥٠.٠٠٠ دينار بينما لم يدفع جند دمشق سوى ١٢٠.٠٠٠ وفى منتصف القرن الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى دفع الجند ٤٠٠.٠٠٠ دينار من الخراج (وهو مثل ما دفع جند دمشق) و ٣٧٠.٠٠٠ دينار من الحماية وكانت عاصمة الجند آنذاك حلب ومن مدنه الرئيسية أنطاكية وقنسرين ومنبج، وكانت حدوده من الغرب الساحل من اللاذقية إلى بياس ومن الشمال مرعش والعواصم ومن الشرق الفرات ما بين سميساط وبالس ومن الجنوب منطقة حماة وشَيْزَر وَرَفانِيّة وهى منطقة تتنازعها قنسرين وحمص.
وفى ٣٤٩ هـ/ ٩٦١ م هاجم نقفور فوكاس منطقة حلب وتفرق سكانها يطلبون الملجأ فى كل مكان. لم يمس ما قام به السلاجقة من تعمير لشمالى سوريا جند قنسرين إلا قليلا. وفى القرن الثانى عشر الميلادى وقع هذا الجند تحت ضغط الفرنجة فى أنطاكية وخاصة فى ٤٩٥ هـ/ ١١٠٢ م عندما طلب بوهيموند دفع جزية. وفى صفر ٥٢٧ هـ/ ديسمبر ١١٣٢ م هاجم فولك ملك بيت القدس وجيوش أنطاكيه أراضى قنسرين، وفرضوا على سوار ممثل أتابك زنكى فى حلب الهدنة ودفع الجزية.
وفى نهاية القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) استطاع الجند الذى احتفظ باسمه وإن ظل خاضعا لسيطرة حلب أن يسترد من الفرنجة أنطاكية وأرض سرمين.
وتحت حكم العثمانيين فى منتصف القرن الحادى عشر للهجرة (السابع