المناقشات العلمية، بالميعاد. ومن الممكن أن نضيف بأنه سوف يكون من غير الملائم أن نتعامل مع يوم الحساب (الدينونة) كما هو وبشكلياته، أو مع الثواب والعقاب فى الآخرة تحت لفظ القيامة. فى هذه الحالة، تحتاج هذه المقالة أن تزود بمواد خاصة عن الحساب، والميعاد، والساعة ويوم الدين. وسوف نحصر أنفسنا هنا بالنظر فى:
١ - تعاقب أحداث البعث والحساب التى تتبع وتصاحب البعث.
٢ - البراهين القرآنية التى تثبت احتمال وقوعها.
٣ - خلفية وجهات النظر فى المسائل الفلسفية والدينية التى نجمت عنها.
١ - تعاقب أحداث البعث والحساب:
(أ) دلائل النبوة: البعث سوف يسبقه نهاية العالم، "بالفناء". والسُور المكية ملحة على ذلك. وهنالك "علامات" وسوف تنبئ عن النهاية؛ فسوف تزلزل الأرض زلزالها وسوف تخرج أثقالها {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: ١ - ٢)؛ وسوف تنشق السماء، وسوف تنتثر الكواكب، وسوف تمور البحار، وسوف تتقلب القبور (الانفطار: ١ - ٤؛ التكوير، ١ - ١٤؛ وخاصة سورة الواقعة: ١ - ٦؛ وغيرها)، وسوف تطير وتنتثر الجبال وتصبح {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}(القارعة: هـ). ويقدم لنا صحيح مسلم (جـ ٨، ص ١٧٩) قائمة مرتبة لهذه "العلامات". ويورد النسفى، خمسة علامات منها، ويعدد تفسير التفتازانى عشر علامات "عظمى".
(ب) الفناء: فى ذلك اليوم {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (النازعات: ٦ - ٧). هذه "الراجفة" سوف تكون "صوت الناقور" {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} (المدثر: ٨ - ٩)، الذى وفقا لرواية الحديث سوف يدق بواسطة الملاك إسرافيل. ثم لا يتبقى بعد دقه أى مخلوق حى - {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ. . .}(العنكبوت: ٥٧){كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} وسوف يكون ذلك الفناء النهائى، حيث يظل ولا يبقى إلا اللَّه الواحد القهار، لأن كل شئ هالك