قصد قائلها بها الباحات (سواء كانت مسقوفة أم غير مسقوفة) التى تحيط بها الحوانيت التى تكون السلعة الرئيسية فيها هى الأقمشة. أما فى الأندلس فنجد الحال عندهم -كما هو بالمغرب- إذ يطلقون كلمة "قيسارية على المركز الذى يتاجر فى مواد الترف الغالية والأقمشة (انظر فهرست ليفى بروفنسال فى تاريخه عن أسبانيا الإسلامية).
أما فى سورية ولبنان فلدينا البينة على أنهم يطلقون كلمة "قيسارية" على حوانيت تجار الجملة كما هو الحال فى بيروت ودمشق (انظر رحلة ابن جبير، و Niebihr II, ٤٦٩ وياقوت معجم البلدان، جـ ٢، ص ٣٠٧، وابن بطوطة الرحلة جـ ١، ص ١٥١ و Sauvaget: alep. pp.٧٩ - ٨٠ أما فى إمارة الاحساء الواقعة فى القسم الشرقى من بلاد العرب فإنهم يطلقون كلمة "جيصارية" على حى البلد الموجود به الحوانيت (انظر Der Islam IIII, ٣٢) أما فى العراق فنجد ميدانا يعرف بالقيسارية فى كل من الموصل (ابن جبير ٢٣٥) والسليمانية التى على مقربة منها، (ياقوت معجم البلدان، جـ ٣، ص ١١١) وأربيل (ياقوت جـ ١، ص ١٨٧) وبغداد كما يقول ماسنيون. غير أن موضع السوق المركزى قد انتقل إلى كربلاء كما يقول ماسينيون.
ونجد مثل ذلك فى أصفهان بفارس وتبريز وخوارزم (راجع ابن بطوطة الرحلة جـ ٣، جـ ٤). ونلاحظ زيادة عما سبق بناء على عبارة واردة فى "نيبور" أنه قامت فى منتصف القرن الثانى عشر الميلادى مبان عامة فى بلاد البربر يطلق عليها اسم "كاسيرى" ونسمع فى الجزائر كلمة "قيسارية" ولكن يقصد بها ثكنات الجيش (انظر دوزى، شرحه) ثم أصبح اللفظ بعد النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادى يقصد به ثكنات الإنكشارية، راجع Pere Dane. Hist. de Barbari et ses eorsairs
أما اليوم فإن الناس فى مدن حوران التى صارت أطلالا يطلقون