الفخمة، كما استولى عليها بيبرس عام ٦٧٥ هـ (دون أى مقاومة) لكنه انسحب إلى جنوب جبال طوروس حين أدرك أنه لم ينجح فى إثارة التركيان ضد حكامهم المغول الذين صبوا جام نقمتهم على المدينة ثم دخلت "قيصرية الأناضول" تحت حكم أسرة "أرتنا" وصارت قصبة ملكهم، ويقول ابن بطوطة عنها إنها كانت واحدة من أكبر المدن فى الأناضول غير أن واحدا من أبناء قيصرية الأناضول اسمه القاضى بهاء الدين أطاح بالأسرة الحاكمة واتخذ سيواس قاعدة لحكمه، فلما كانت سنة ٨٠٠ هـ (١٣٩٨ م) استولى عليها السلطان العثمانى "بايزيد" إلا أن هزيمته أمام تيمور لنك أدت إلى سقوط قيصرية فى يد القرمانيين، وظلت قيصرية مدى قرن من الزمان موضعا يتنازعه حربيا كل من تركمان القومان وأسرة ذى القادر فساعدا المماليك القادريين حتى استردوها لكن ذلك الاسترداد لم يغير من حالها كموضع نزاع بين القرمانيين وذى القادر حتى ردها إليهم السلطان محمد الثانى واستطاع العثمانيون أن يأخذوها أخيرا بعد استيلائهم على قره حصار سنة ٨٧٩ هـ (١٤٧٤ م) وظلت البلدة مطمع أنظار الممالبثا والصفويين حتى جاء السلطان سليم الأول فقضى على مطامع الجانببين معا.
ولما كان مستهل القرن الحادى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى) اجتاح الثوار الجلاليون منطقة قيصرية وانتصر"قره يزبجى" على جيش عثمانى فى سهل قيصرية عام ١٠٠٨ هـ (١٦٠٠ م) وأصبحت نهبا للعصابات وقاسى السكان الأمرين حتى أن القرويين راحوا ما بين قتيل وهارب على وجهه، واضطرب نظام جباية الخراج، ويشير سيمون البولندى فى سنة ١٠٢٧ هـ (١٦١٨ م) إلى أنه وجد البلدة خرابا نظرا لما تسرب من الخوف إلى نفوس الجلاليين فحال بينهم وبين إعادة ما تهدم من مبانيها، غير أن أوليا جلبى لما زارها سنة ١٠٥٩ هـ. أى بعد ثلث قرن من تقرير (سيمون البولندى) وجدها عامرة ثم