للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت الإقطاعات الرئيسية لبنى شدَّاد فى الديبل وجانجًا. وقد كان بنو شداد محالفين للبيزنطيين وللسلاجقة. وفى سنة ٤٦٥ هـ/ ١٠٧٢ م اشترى أبو سوار "آنى" لابنه الأصغر منُوس. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، انقسمت الأسرة إلى فرعين: فرع جانب وفرع آنى. وفى سنة ١١٢٤ م استولى الجورجان على آنى ولكن ما بين سنتى ٥٢٠ هـ/ ١١٢٦ م و ٥٥٧ هـ/ ١١٦١ م وسنتى ١١٦٥ و ١١٧٤ م، احتفظ بنو شداد بآنى ولقد كان بنو شداد أمراء مستنيرين وخلَّفُوا وراءهم أبنية شهيرة.

وفى حوالى سنة ٣٤٨/ ٩٥٩ م، قام بيت كردى حاكم ثانٍ فى إقليم الجبال أسسه "حسنويه بن حسان"، شيخ قبيلة البارز كانى (البزانى)، الذى كان قد ساعد ركن الدولة البويهى فى حملته على خراسان. ولقد أبدى ركن الدولة تسامحًا كبيرًا مع الأكراد، فقد اعتاد الرد على كل من يشكو له من إفراط الكرد بالقول "حتى الأكراد لابد أن يعيشوا". ولقد امتدح ابن الأثير شخصية حسنويه الجليلة، ، وامتدح سياسته الحكيمة وأخلاقه الحميدة. وحين توفى حسنويه سنة ٣٦٩ هـ/ ٩٧٩ م، فى عاصمة سارماج استولى عضد الدولة على ممتلكاته (همدان, والدينور، ونهاوند) وأخضعها لسلطته، ولكن فى النهاية منح تقليدًا لبدر بن حسنويه (٣٦٩ - ٤٠٥ هـ/ ٩٧٩ - ١٠١٤ م)، الذى ظل مخلصا لعضد الدولة وحارب ضد إخوته الذين أخذوا جانب ثورة فخر الدولة. ولقد منح الخليفة بدر، لقب ناصر الدين والدولة. وحكم زاهر (طاهر؟ ) خليفة بدر لمدة عام واحد وفى سنة ٤٠٦ هـ/ ١٠١٥ م أطاح به شمس الدولة البويهى. ولقد تُوفى ونداد عم حسنويه سنة ٣٤٩ هـ/ ٩٦٠ م وتُوفى أخوه أبو الغنائم سنة ٣٥٠ هـ/ ٩٦١ م، وبعد ذلك بقليل جُرد أبو سليم ديسام، آخر أفراد هذا الفرع من قلاعه (قسنان وغانم أباد, وغيرها).

ولقد تعامل عضد الدولة البويهى مع الأكراد فى مناسبات عديدة، ولكنه كان أشد قسوة معهم من أبيه ركن الدولة. وفى سنة ٣٦٨ هـ/ ٩٧٨ م أصبح ابن بادويا الكردى بمساعدة "أبو تغلب