وجورجيا وآذربيحان. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، فإن مصير الأكراد سوف يكون مصيرًا متباينا، وذلك وفقا لتباين الدول المختلفة التى أظلتهم بظلها.
وفى تركيا، بعد الحرب العالمية الأولى وخلال المداولات الطويلة بخصوص الموصل، أثار الاضطرابات بعض الوطنيين الأكراد الذين أزاحوا الوهم عنهم واستيقظوا لحقيقة ما حدث لما رأوا تلاشى آمالهم فى استقلال كردستان بعد أن ألغت معاهدة لوزان (٢٤ يونيو ١٩٢٣ م) ما أقرته معاهدة سيفس لكردستان (١٠ أغسطس ١٩٢٠ م).
وقد قاد الشيخ سعيد النّقشبندى البيرانى الثورة فى أقاليم أورفا وسيفريك وديار بكر، إما تعصبًا واحترامًا للخلافة وغيرة عليها أو (كما ادعى مصطفى كمال) بتحريض مزعوم من بريطانيا. وسرعان ما قبض على الشيخ وزج به فى السجن، وحوكم (فى أبريل - يونيو ١٩٢٥ م) وحكم عليه بالاعدام وأعدم فى ديار بكر مع ٥٣ ثائرًا آخر. ولقد تابعت جريدة (فاكيت) التركية كل وقائع المحاكمة، من ٢٠ إبريل ١٩٢٥ م إلى ٢٨ يونيو، مشددة على الطابع الوطنى للحركة. ولقد أجير فشل هذه الثورة القواد الذين هربوا إلى البحث لهم عن ملجأ فى الخارج.
وفى ٣ أكتوبر ١٩٢٧ م، تأسست عصبة الأكراد الوطنية "هويبون"(الاستقلال) التى اندمجت فيها كل الجمعيات والاتحادات القديمة. ولقد اختير حسان نورى باشا حاكم بتليس قائدًا عامًا وتأسست إدارة مدنية.
ولقد تمت بعض المحادثات مع ممثلى الحكومة التركية فى سبتمبر ١٩٢٨ م عند شيخى كوبر ومع وعد بالعفو العام عن أولئك الذين أدينوا. لكن العدد القليل عن الأكراد الذى استجاب لذلك قتلوا. وبعد ذلك، وقعت ثورة أغرى بك فى ربيع سنة ١٩٣٠ م. ولقد أحرزت القوات الكردية، بعد أن سلمت تسليمًا جيدًا، بعض الانتصارات المذهلة وبفضل مساعدة القبائل فى إقليم ديار بكر، لكن