(ت ٦٣٠ هـ/ ١٢٣٣ م) هذه الحقيقة فى السابق فى كتابه الكامل وترددت مرات كثيرة فى الشرفنامه وأيضًا ذكرها بعض الشهود من أمثال حاجى خليفة (١٦٥٨ م)، أو الرحالة أوليا شلبى فى كتاب رحلته (١٦٨٢ م). ولسوء الحظ فإن هؤلاء الكتاب المثقفين قد كتبوا كتبهم بالعربية لغة العلم فى ذلك الوقت، ولغة القرآن، وإذا كانت هذه الكتابة تتصل بموضوعات التشريع والدين أو التاريخ, كما فعل ابن خلكان صاحب كتاب الوفيات الشهير، أو أبو الفدا المؤرخ الجغرافى، أو بالفارسية كما فعل شريف خان البدليسى فى كتابه تاريخ الأكراد أو شرفنامه (١٠٥٥ هـ/ ١٥٩٦ - ٩٧ م)، كما فعل إدريس حاكم بتليس (ت ٩٢٦ هـ/ ١٥٢٠ م) الذى كتب أول تاريخ للإمبراطورية العثمانية (هاشت بيهشت)"الجنان الثمانية". ولقد كان الشاعر الكبير فضولى (ت ٩٦٣ هـ/ ١٥٥٦ م) شاعر اللغة التركية كرديًا. وهنالك حتى اليوم الكثير من الشعراء الأكراد الذين كتبوا شعرهم بالعربية مثل أمير الشعراء أحمد شوقى (١٨٦٨, ت ١٩٣٢ م)، والرصافى (١٨٧٥, ت ١٩٤٥ م)، وعالم الاجتماع قاسم أمين (١٨٦٥, ت ١٩٠٨ م)، والروائى عباس العقاد (١٨٨٩, ت ١٩٦٤ م)، ومحمود تيمور (١٨٩٢, ت ١٩٢١ م) وأخوه محمد، جميعهم من أصل كردى. وهنالك عدد من المؤرخين الأكراد الذين كتبوا بالفارسية مثل: محمد مردوخ الكردستانى، ورشيد ياسيمى وإحسان نورى. أو الذين كتبوا بالتركية أمثال: محمد الدرسيملى وأحمد يمولكى. وإذا كان هؤلاء الكتاب القدامى الكبار قد كتبوا بالعربية والفارسية والتركية عن لغتهم الأم الكردية فإن الكتَّاب الشباب اليوم يكتبون باللغات الأوربية. الانجليزية والفرنسية والألمانية وحتى بالروسية، وخاصة فى أرمينيا، حيث أضافوا إلى هذه اللغات كتاباتهم بالأرمينية. حقيقة فإن الأكراد كانوا فى كل الأوقات يتكلمون لغات عدة، ولقد ظهرت موهبة الموهوبين منهم فى الشعر والتاريخ وفى العلوم الطبيعية والإنسانية والصحافة.
د. عطية القوصى [ث. بويس Th. Boith ف. مينورسكى V. Minoresky]