الألمانية فى الجنوب. وكان فشل هذه الثورة نهاية لآمال السكان والمسلمين فى الاستقلال، لا فى كينيا وحدها، بل فى منطقة شرق أفريقيا بأسرها.
ومع هذا، فقد شارك العرب المسلمون فى إدارة شؤون البلاد فى كينيا وزنجبار وتنزانيا فى ظل الحماية البريطانية والألمانية، إذ كانت السلطات الاستعمارية بحاجة إليهم للعمل كموظفين لتوفر العناصر المتعلمة بينهم، فاختاروا منهم حكام الولايات والمديريات وقضاتها.
والواقع أن الإدارة الاستعمارية الجديدة ساعدت بصورة غير مباشرة فى انتشار الإسلام وذلك لجملة عوامل من بينها سهولة المواصاوت بفضل الطرق المعبدة والسكك الحديدية التى أنشئت، وبفضل الموظفين والجنود المسلمين الذين جلبتهم من السودان والصومال للعمل فى الحاميات والمدن البعيدة فى الأراضى الأفريقية، حيث تزاوج هؤلاء الجنود والموظفون مع السكان، ومنهم من اختار المقام فى تلك الأرض بعد انتهاء خدمته، كما أن عمل المسلمين فى الخدمة العسكرية والمدنية أكسبهم احترام الأهالى الذين أحسوا بالرفعة النسبية لمناصبهم، ومن ثم بدأ بعضهم ينظر بإعجاب للإسلام ومنهم من اتجه لاعتناقه.
وفى عام ١٩٢٤ م، دخل تدريس الديانة الإسلامية ضمن مناهج التعليم العام فى مدارس مُمبسة وماليندى، وشهد القرن العشرين بعض المحاولات الإصلاحية الإسلامية، ومنها تاسيس رابطة الإصلاح المحمدية والجمعية الأفروآسيوية التى كانت توجهاتها الأساسية سياسية، وكان أبرز زعماء الإصلاح فى هذا القرن الشيخ الأمين ابن على المزروعى الذى دعا لتأسيس هيئة للدفاع عن مصالح المسلمين. وفى عام ١٩٣٥ م، حاول بعض الدعاة الهنود الحد من النشاط التبشيرى المسيحى الذى انتشر فى ظل الإدارة