القديمة، وقد عُثر على بعض النقوش فى شمال الحجاز تتضمن أسماء ستة من ملوك لحيان ودلت على أن مملكتهم كانت قد عاشت لبضعة قرون فى عصور ما قبل الإسلام، وقد وجدت معظم هذه النقوش فى وادى العُلا وفى النواحى المحيطة به لا سيما فيما يجاور "الخرَيبة" التى لا تبعد كثيرًا عن المركز النبطى الكبير للحِجر، الذى يعرف حديثا باسم مدائن صالح، ولم يقتصر الكشف على النقوش النبطية فقط بل امكن العثور أيضا على نقوش (بعضها كثير وبعضها قليل) فى نفس المنطقة، وهى نقوش ديدانية وعِبرية وعربية، وكان العلماء "دوتى" و"شارل هوبر" و"يوتينج" هم أول الرحالة الذى رسموا النقوش اللحيانية، وقد قام "مِيلّلر" هو أول من قدّم لنا ترجمة لهذه النقوش لا سيما نقوش "يوتينج"، ثم قام "ياوسن" و"سافينياك" بطبع أكثر من أربعمائة نقش لحيانى فى كتاب Misrion arcleologique en Arabie, كما ظهر للضوء حديثا نقوش أكثر من هذه نشرت فى اعداد مختلفة من مطبوعات "جام" المعروفة باسم " miscellanees".
على أن أهم هذه كلها هو ما اكتشف فى مدخل أحد الجبال بالقرب من "بئر العُذَيب" غربى "الخريبه" وهو مجموعة من النصوص تتعلق بمكان للعبادة يعرف بهيكل "ذى غابة" الذى كان معبود لحيان الكبير فى ذلك الوقت.
وقد كتبت النقوش اللحيانية بالحروف الهجائية السامية الجنوبية والتى تختلف اختلافًا كبيرًا عن كل من الحروف الهجائية للعربية الجنوبية، والدِيدانية، والثمودية، وقد أثبت العالم جِرِيم (فى ابحاثه ١٩٣٠، ١٩٣٢) أن النقوش الدِّيدانيّة أقدم جدًا من النقوش اللحيانية، وهى نقوش يمكن إرجاعها إلى القرن الثامن قبل الميلاد أو بعده بقليل، ولا يعرف تماما متى حقت اللحيانية محل الدّيدانية وأصبحت لها السيطرة فى تلك النواحى. وإن كان من المؤكد أن مملكة لحيان ازدهرت خلال القرن الثالث قبل الميلاد، على أنه يستدل من أحد النقوش المنيائية التى عثر عليها فى "دِدان" والتى ترجع تقريبًا إلى هذا الفرق على أنه كانت هناك جالية من تجار "منيائين". كذلك