التى سكنتها القبيلة، واتفق هذا على وجه التقريب مع قضاء التعِزِيَّة التركى، وإقليم جمهورية اليمن العربية الحالى "قضاء" الحُجَرِيَّة (وتنطق محليا الحَجَرِيَّة)، وهى نفسها جزء من منطقة إدارية (لواء) تعز. وفى العصور الأولى والوسيطة، توصف بأنها "مخلاف". ولذلك، تقع أراضى المعافر بين وادى نخلة، ووادى حرازة، وشملت جزءًا كبيرًا من التَعزيَّة. ولكن المعافر، لم تكون قسما أساسيًا مترابطا، ولكنهم اختلطوا بأفراد قبائل أخرى فى جبل صبو، وذخر. وتمتع المعافر منذ العصور الأولى بشهرة معينة على أنهم نساجون بارعون. وكان أسعد كامل من التبابعة، هو أول من غطى الكعبة، ويقال إنه علق عليها قماشًا معافريًا. كما يقال إن جثمان سيدنا محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] قد لف بقماش معافرى. وللقبيلة شهرة فى صناعة السروج أيضا. ويمكن اقتفاء أثر تاريخ المعافر إلى فترة زمنية بعيدة فى العصر الجاهلى. ويوجد نقش سبئى من صرواح يرجع تاريخه إلى سنة ٥٠٠ ق. م، يسجل تأسيس مملكة سبأ العظيمة، ويذكر قبيلة المعافر ونحن نعلم كذلك أن سفارة قد أرسلت من مدينة سَوّا إلى ملك سبئى فى تاريخ متأخر ليقدم له فروض الطاعة، وطالبا منه السلام. ولابد أن سوّا قد كانت وقتذاك فى جانب معافر، وأميرها شمر ذو ريدان فى جانب الحبشة أعداء سبأ وفى سنة ٩٦ هـ/ ٦٣٠ م، دخلت معافر، وذو رعين وهمدان فى الإسلام، وتلقوا رسالة من الرسول عليه الصلاة والسلام بها تعاليم مسهبة بالواجبات والفرائض. وفى فترة متقدمة زمنية تمامًا من تاريخ المعافر الإسلامى هاجر كثير منهم إلى مصر، حيث أدوا مع عرب جنوبيين آخرين دورًا مهمًا فى بناء هذا البلد. ومثال ذلك، أن عمرًا بن العاص قد كلف معافريًا بتخطيط الفسطاط. وربما تفسر هذه الهجرة عدم انتظام ذكر القبيلة والمنطقة التى سكنتها فى كتب التاريخ اليمنى فى العصر الوسيط وكان الزيديون بالتأكيد من أسرة محمد بن زياد المتمركزون فى زبيد، هم الذين حكموا المنطقة فى القرن الثالث الهجرى/ التاسع الميلادى. وقد عد بنو زرعٍ فى القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى، المعافر