فى مسيرة التطور إلى أبعاد تتجاوز ما يقبله التحليل الدينى. وعلى ذلك، فإن أدبيات المعراج ينبغى أن تفهم من خلال مجموع ما قدمه مؤلفوها سواء كانوا معروفين أو مجهولين، الذين كرسوا جهودهم لبحث المعراج.
ولسنا فى وضع يسمح لنا أن نضع تسلسلا زمنيا لتطور هذا القصص. ولكن دراسة الرحلة المقدسة، بصرف النظر عما يرفضه رجال الدين منه، يسهم فى تحليل الخيال القصصى لدى المسلمين.
وتبنى القصص بصفة رئيسية على أساس رواية ابن عباس، ابن عم الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وهو ما يأخذه فى الاعتبار فى قصة المعراج بعض المؤلفين المعروفين إلا أن اغلبها مشكوك فى نسبه لمؤلف معين.
أما المعروفون من المهتمين بهذا الموضوع فنذكر منهم:
- القشيرى، أبو القاسم عبد الكريم، المتوفى فى ٤٦٥/ ١٠٧٣، وقد نشر كتابه "كتاب المعراج" فى القاهرة عام ١٩٦٤ م.
- البكرى، أبو الحسن أحمد بن عبد اللَّه، يعتقد أنه عاش فى النصف الأخير من القرن السابع الهجرى/ الثالث عشر الميلادى، وفى كتابه "كتاب قصص المعراج" يقدم رواية قريبة من المنسوبة لابن عباس.
- الغيطى، محمد بن أحمد على المتوفى عام ٩٨٤ هـ/ ١٥٧٦ م، مؤلف "الابتهاج بالكلام على الإسراء والمعراج"، مطبوع فى ١٩٧٠ م.
- البرزنجى، المفتى الشافعى للمدينة ومؤلف "قصة المعراج". وكان حفيده جعفر بن إسماعيل المتوفى فى ١٢١٧ هـ/ ١٨٩٩ م من فقهاء الشافعية ومن المتخصصين فى السيرة، وهو مؤلف "تاج الابتهاج على النور الوهاج فى الإسراء والمعراج"، مطبوع فى القاهرة عام ١٣١٤ هـ وعلى حاشيته كتاب جده. وتختلف رواية البرزنجى عن المنسوبة لابن عباس من حيث اللغة والرواية، فهى رواية موجزة متحفظة، بما يدل على فقيه مهتم بمصداقية ما يرويه.