حلب، واستولى على معرة النعمان. وفى عام ٤٥٢ هـ/ ١٠٦٠ م، وفى أثناء حملة قام بها ثمال ضد ابن أخيه محمود، مكث ثمال فى المدينة التى عانى سكانها الأمرين من احتلال العدو. . وبعد خمس سنوات، وبعد أن دخل محمود المرداسى حلب، بعث بأحد قادته الأتراك واسمه "هرون"، للاستيلاء على معرة -وفى السابع عشر من شوال ٤٥٨ هـ/ (العاشر من سبتمبر ١٠٦٦ م)، تسلل هرون إلى المدينة ومعه أكثر من ألف رجل من الأتراك والديلم والأكراد ومن رجال من قبيلة الأوج ولكنهم تركوا المدينة لمساعدة "محمود" فى معاركه مع بنى كلاب.
وفى عام ٤٦٢ هـ/ ١٠٧٠ م هاجم بعض الأتراك المقيمون فى الأراضى البيزنطية مدينة حلب وكان هؤلاء الأتراك بقيادة "صُنْدَق"، ثم مضوا إلى "الجَزْر" وخربوا أراضى معرة النعمان و"كفر طاب" وحماة وحمص و"رفِنيّة"، وبعد ذلك بفترة قصيرة ظهر السلاجقة فى شمال سوريا. وفى عام ٤٧٢ هـ/ ١٠٧٩ - ٨٠ م أجبر "تُلُتُش" شقيق السلطان ملكشاه سكان سَرْمين ومعرة النعمان -اللتين سلبا قراهما الشرقية- على أن يدفعوا مبالغ كثيرة.
وفى عام ٤٧٨ هـ/ ١٠٨٥ م أصبحت المعرة تالية "العقيليين" ففى بداية ربيع الثانى استطاع سليمان بن "قُتْلْمش" أن ينزعها منهم، وكان قد استولى على انطاكية فى العام السابق. وفى عام ٤٨٥ هـ/ ١٠٩٢ م، تسلم "ياغى سيان" من تتش عددا معينا من الأماكن "اقطاعًا" من بينها معرة النعمان -وبعد ثلاث سنوات، أعطى رضوان الأمير السلجوقى لحلب المدينة والأراضى التابعة لها إلى سقمان بن الارتق، وفى العام التالى استولى "جراح الدولة" اتابك رضوان على معرة النعمان بعد نزاع بينه وبين رضوان وقد كان موقع المكان الاستراتيجى ذا أهمية أيضا عند الصليبيين، فبالقرب من المدينة إلى الغرب، يمكن أن تتمركز القوات، فى حماية قلاع "تل ماناس" وكفر "رومة" إلى الشرق وكفر "طاب" إلى الجنوب والتى يمكن فيها الدفاع عن