للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عام ١٠١٧ قتل أبو على بن خلدون، شيخ الدعوة بعد حصاره فى مسجده وكان قد اتخذه مقر التنظيم. واجتاحت القيروان موجة من الفوضى الشديدة. ومن ثم انتقل جنود المنصورية إلى هذه المدينة ونهبوا كل حوانيتها بحيث لم يتركوا شيئًا على حاله إلا أن الأمن ما لبث أن ساد لهم بعد ذلك واستمر طوال عهد المعز.

ولم تمض ثلاثة شهور حتى لقبه الخليفة الفاطمى "الحاكم" بشرف الدولة، واستمرت علاقات المعز مع الفاطميين على نحو ممتاز وفى مستهل ٤١١ هـ جدد. الحاكم ثقته بالمعز وهاداه وكان من بين هداياه سيف مرصع بالأحجار الكريمة. أما خليفته الظاهر، فقد أضاف لهذا الشرف شرفًا آخر بحيث لقب المعز "بشرف الدولة وساعدها الأيمن" كما أغدق عليه الهدايا الرائعة.

عمل المعز على التخلص من سيطرة وزيره أبى عبد اللَّه محمد بن الحسن واختار وزيرًا آخر كاد السنة أن يقتلوه خلال ثورة أبى البهار بن خلوف ولهذا الاختيار مدلولان سياسيان. أما أحدهما فكان بمثابة تحذير للسنة. وأما الآخر فكان دليلًا على الولاء للفاطميين. وفى نفس العام تزوج المعز وأقام احتفالًا عظيمًا.

وتميزت فترة حكم المعز -حتى الغزو الهلالى- بالهدوء والسلام برغم حدوث بعض الثورات الصغيرة خاصة فى جنوب البلاد. بيد أن قوة هذا الصرح كانت تخفى وراءها الانهيار الاقتصادى الذى أدى إلى تكرار حدوث الاضطرابات والمجاعات، بجانب انتشار الأوبئة وانخفاض التعداد السكانى خاصة فى المناطق الريفية لهجرة السكان إلى المدن.

وتركزت حملة الغزو الحاسم التى شنها الخليفة المستنصر ضد أفريقية. لمعاقبة أحد أتباعه على التمرد فى منطقة قابس عند حيضران (Tlaydarn) . وبرغم شجاعة الأمير والتفوق العددى الذى كان عليه جيش أفريقية فى العدد، إلا أنه نزلت به هزيمة منكرة لعدم التماسك بين أفراد جيشه ولعدم وجود خطة إستراتيجية يسير على نهجها،