فى كل جوانب النقد الشعرى فيما أعقب ذلك من مراحل. وأشهر المختارات هى المعلقات. وكان للمكانة التى وضعها فيها رجال الأدب العرب تأثيرها على النقد العربى أيضًا. ويبدو أن جمع هذه المعلقات تم فى منتصف القرن الثانى الهجرى/ الثامن الميلادى على يد الراوية "حمّاد" ويبدو أن ابن قتيبة قد تعرف عليها فى القرن الثانى ولكن تحت اسم "السبع" أما عن التسمية فيقال إن الإعجاب الشديد بهذه القصائد أدى بالقدماء إلى أن يكتبوها بحروف من ذهب ويعلقوها على أستار الكعبة. ومن بين من أخذ بهذا التفسير ابن "عبد ربه"(المتوفى ٣٢٩ هـ - ٩٤٠ م) وابن رشيق (منتصف القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى) وابن خلدون (المتوفى ٨٠٨ هـ/ ١٤٠٦ م) والسيوطى (المتوفى ١٥٠٥ م) وهناك آخرون مثل ابن النحاس (المتوفى ٣٣٨ هـ/ ٩٥٠ م) يرفضون هذا التفسير دون تقديم تفسير آخر.
ومنذ نشأة هذه القصائد، يتباين عددها كما تتباين شخصية ناظميها. . فالأصمعى (المتوفى ٢١٣ هـ/ ٨٢٨ م) جمع ست قصائد فى "كتاب القصائد الست" وهذا ما يقوله ابن النديم (الفهرست - القاهرة). أما أبو عبيدة (المتوفى ٢٠٩ هـ/ ٨٢٤ م) وبعد ذلك ابن قتيبة (المتوفى ٢٧٦ هـ/ ٨٨٩ م) فيذكر أن سبع قصائد، مما يتفق وما جاء فى كتاب "الجمهرة" لأبى زيد القرشى (نهاية القرن الثالث الهجرى/ التاسع الميلادى) الذى يضم أسماء: "امرؤ القيس - زهير بن أبى سلمى - النابغة الذبيانى - الأعشى ميمون بن قيس - لبيد بن ربيعة - بن كلثوم - طرفة بن العبد" أما ابن النحاس فيذكر امرؤ القيس - وطرفة وزهير - ولبيد وعمرو - الحارث بن حلزة وعنترة بن شداد - وقد فسر هذا الاختلاف بتطور النقد ولكن الأكثر احتمالًا هو مجموعة الظروف التى يتداخل فيها التنافس القبلى. فكل هؤلاء الأشخاص عاشوا قبل الإسلام وفى ظروف مختلفة كثيرًا وتغييرات تتسم بالعداء والخصومة، فالبيئات المسيحية واليهودية والغسانية، وكذلك الاتحادات القبلية قد تركت أثرها على الأحكام الأدبية فى العصور