فالنصوص العديدة فى القرآن تحكى عن خلق الإنسان من طين، وأن اللَّه (سبحانه) أمر الملائكة بأن يسجدوا له وقد أطاعوا جميعًا إلا إبليس (سورة البقرة الآية ٣٤ - سورة الأعراف الآية ١١ - سورة الحجر الآية ٣١ - سورة الكهف الآية ٥٠ - سورة ص الآية ٧٤) ولذلك فإن إبليس كان لا بد أن يكون ملكا -كما يقول البيضاوى- ثم يضيف "وإذا لم يكن ملكا فإن الأمر "الإلهى" لا ينسحب عليه، ومن ثم يكون استثناؤه منهم غير منطقى ولكن القرآن يعود فيفصملها بقوله فى سورة الكهف الآية ٥٠ {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} صدق اللَّه العظيم, ويقول إبليس فى سورة الأعراف الآية ١٢ وفى سورة ص الآية ٧٦ أن الإنسان قد خلق من طين أما هو فقد خلق من نار، ومن المسلم به أن الجن قد خلقت من نار: نار السموم، {مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}(الرحمن - ١٥) ومعنى "مارج" غير معروف إذن فالجن وإبليس قد خلقوا من نار، ولكن ليس هناك فى القرآن بيان عن المادة التى تشكل منها الملائكة. . ولكن هناك "حديثا عن السيدة عائشة رضى اللَّه عنها هو أساس الموقف المسلم به بأن الملائكة قد تشكلت من النور، إذ ذكرت أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قال أن الملائكة خلقت من نور، وإن الجن من مارج من نار، وآدم مما قد وصف لكم -وثمة صعوبة أو عائق آخر فى مبدأ معصومة الملائكة وهو ما ذكره القرآن عن هاروت وماروت فهناك ما يفيد أن هذين الملكين قد استسلما لاغراء "جنسى" الأمر الذى يؤدى بهما إلى أن يحبسا فى حفرة بالقرب من بابل، وهناك يعلمان السحر للناس. . وللرد على ذلك نقول:
أ - أن القرآن لم يذكر شيئا عن سقطتهما.
ب- تعليم السحر ليس معناه ممارسة السحر.
جـ- أنهما دائما ما كانا يحذران هؤلاء الذين يأتون إليهما بقولهما أنهما {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ}(سورة البقرة الآية ١٠٢)
والبيضاوى يجرى مناقشة طويلة عن طبيعة الملائكة، ولكنها جميعًا تضيع وتنتهى عند القول الذى يدفع إلى اليأس ومن المناقشة وهو أن الحديث عن هذه