للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فى القرآن الكريم جاءت الكلمة فى صيغة الجمع فقط لتدل على منازل القمر كما هى فى سورة يونس آية ٥ {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} وقد يكون فى المنزل مرحلة فى رحلة الروح الغيبية كما جاء فى "كتاب منازل السائلين" لعبد اللَّه الأنصارى الهروى.

ووفقا لما جاء فى لسان العرب لابن منظور فإن المنزل هو المكان الذى يأوى إليه الإنسان (موضع النزول) حيث يهبط المسافر بعد مسيرة يوم ("مرحلة" وجمعها "مراحل") من ٥ إلى ٦ فراسخ (أى من ٣٥ إلى ٤٨ كم). وهى مرحلة فى الصحراء قد تصل ٦٠ كم فى زمن قدره ١١ ساعة.

وعند تشييد المنازل على الطرق، يؤخذ فى الاعتبار تضاريس وفواصل المسافة بين المنازل، ووجود مورد ماء كنبع أو بئر أو "بركة" ووجود الكلأ (مرعى) للأنعام ووجود مكان يعسكر فيه الرجال وفى ألف ليلة وليلة ما يفيد أن منازل القبائل هى المكان الذى يقام فيه الخيام، وعمومًا فإن هذا المصطلح (منزل) يرادف مخيم العرب البدو الذى تنزل فيه القوافل وفى الكتابات الجغرافية وكتب الرحالة فى العصور الوسطى الإسلامية استخدام هذا المصطلح ليعنى موضع القوافل قريبًا من بعض المقيمين أو معهم على جانب الخان على طول الطريق وكان يراعى فى المنزل أن يكون فى موضع آمن وفى مقتبل القرن السابع الهجرى/ الثالث عشر الميلادى بنى الملك المعظم الأيوبى مكانًا للإقامة (مقام) عند كل منزل على طريق الحج (درب الحجيج) وفقًا لما فى كتاب القلائد لأحمد بن طولون. وأشار ابن بطوطة إلى فندق عند كل موقف (منزل) على طول طريق القاهرة دمشق، وقد تكون هذه من تأسيس ناصر الدين الذى كان (دوادار) لتنكيو Tankizs وفى العصر المملوكى، كان هناك مكان للمأوى يقال له (منزلة)، عند كل (منزل) من منازل شبكة بريد وقد يحدث أن يكون المنزل أصل قرية، كما فى خان شيخون فى وسط الشام.