انحدر من الهادى إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسى" (المتوفى عام ٢٩٨ هـ/ ٩١١ م) الذى وطد السلطة الزمنية للإمامة الزيدية فى اليمن. ومما يذكره له التاريخ أنه بدأ الثورة -التى طالت بشكل متقطع- ضد الحكم العثمانى فى اليمن، هذا الحكم الذى استمر منذ ٩٤٥ هـ/ ١٥٣٨ - ١٥٣٩ م وانتهى فى عام ١٠٤٥ هـ/ ١٦٤٥ م بطرد آخر الاتراك من اليمن على يد ابن القاسم وهو الإمام المؤيد باللَّه محمد.
وقد ولد القاسم فى صفر ٩٦٧ هـ/ نوفمبر ١٥٥٩ م، فى إقليم الشرف، الزيدى الذى يقع فى الشمال الغربى من البلاد. . استطاع لبعض الوقت أن يمنع أى مطالب بالإمامة، وفى أواخر محرم أو أوائل صفر عام ١٠٠٦ هـ/ سبتمبر ١٥٩٧ طالب بالإمامة من حديد (أو جديد)، "جوجور" الشمالى -وقد اقترن هذا الاعلان بمناشدة كل اليمنيين بالثورة على الاتراك العثمانيين.
وبدأت الثورة متواضعة من مركز الزيدين شمال غرب صنعاء وانتشرت بسرعة جنوبا حتى مناطق الحيمة alHayma وسنحان sanhan و"أنيس" إذ اشتركت فيها القيادات المحلية بسبب ظلم الاتراك وليس ولاء للإمام الجديد -وبعد عام تقريبًا استطاع الاتراك وحلفاؤهم المحليون بقيادة كتخدا "سنان"، أن تقلب الموائد على القاسم وحاصروه خمسة عشر شهرا قبل أن يهرب إلى "بارات" فى أقصى الشمال تاركا ولده الأكبر محمد ليستسلم ويدخل سجن العثمانيين فى "كوكبان"(محرم ١٠١١ هـ/ يونيه - يوليه ١٦٠٢ م) وعندما اهتز التأييد المحلى للعثمانيين بسبب الحكم المستبد سنان باشا (١٠١٣ - ١٠١٦ هـ/ ١٦٠٤ - ١٦٠٨ م) استأنف القاسم الهجوم وأعاد احتلال الكثير من الأماكن واستقرت الأمور لفترة بعد ١١ ذى الحجة ١٠١٦ هـ/ ٢٨ مارس ١٦٠٨ م عندما طلب جعفر باشا، الذى خلف سنان باشا من القاسم إتفاقية سلام لمدة عشر سنوات وقد وافق القاسم، اعترف فيها العثمانيون بسيطرته على مناطق كثيرة