المأمون، رغم مساندة الكثيرين منهم للنفس الزكية وأخيه إبراهيم فى ثورتها، وكان منهم كثير من العلماء، إضافة لقائد ثورة الزنج، وأبى محمد الحسن المهلبى، وزير البويهيين الشهير، وكان من بينهم يزيد بن المهلب الذى بدأ حياته أيام والده، مشاركا له فى حملاته ضد الأزارقة، وكذلك فى خراسان التى نجح فى تولى حكمها بعد وفاة والده سنة ٨٣ هـ/ ٧٠٢ م. وفى سنة ٨٥ هـ/ ٧٠٤ م عزله الحجاج عن خراسان وسجن، لكنه تمكن من الفرار إلى فلسطين إلى ولى العهد سليمان بن عبد الملك، الذى كفل حمايته هو أسرته من بطش الحجَّاج. وحين تولى سليمان الخلافة ٩٦ هـ/ ٧١٥ م ولَّاه على العراق وخراسان، وجاء دور يزيد ليعذّب آل الحجاج ويصادرهم. وقام يزيد بحملة على جرجان، ولما قام عمر بن عبد العزيز بعزله سنة ٩٩ هـ/ ٧١٧ م طالبه برد خمس الغنائم التى حصل عليها وسجنه ثانية لكنه تمكن من الفرار وتوجه إلى البصرة لتخليص رهوا من عشيرته وإلى البصرة قد سجنهم، وأرسل يطلب العفو لنفسه من يزيد الثانى؛ وإزاء تعنت والى البصرة معه، أعلن الثورة على الأمويين، وبعض أن يبايع يزيد الثانى ودعا إلى مبايعته حيث "الرضا من بنى هاشم" رغم أن بنى المهلب لم يبدو أى تعاطف من قبل، مع الهاشميين.
بل قيل إنه طالب بالخلافة لنفسه. وهُزم يزيد على يد مسلمة بن عبد الملك عند عكا فى صفر ١٠٢ هـ/ ٧٢٠ م؛ وقُتل، وهرب أتباعه إلى السند (حيث كان حبيب المهلب واليًا منذ عهد قريب)، أما من نجوا فقد أرسلوهم للشام حيث وقع عليهم القتل وصودرت ممتلكاتهم.
ثم عاد نجم بنى المهلب إلى الصعود ففى الحرب الأهلية الثانية، حيث أحرز المغيرة بن أبى صفرة مكانة سامية بانضمامه للجعفريين المؤيدين للأمويين تصدى وانخرط "صبره بن نخف بن أبى صفرة" فى خدمة يزيد وتولى عبد الملك بن المهلب فى العراق رئاسة شرطة البصرة، وذهب معظم من بقى من بنى المهلب إلى خراسان ليعيدوا نفوذ من المهلب هناك وانضم جميع