لساننا يكفى). ذلكم هم الحسانيون، محاربون شجعان، ينحدرون من المرابطين والزوايا، الذين هم من أصل بربرى فى الغالب، جادون فى دراسة العربية والفقه والقرآن، حتى لقد كانت هناك جامعات رواقية (مهادير) لاستكمال الدراسة (انظر الوسيط (٤٧٨ - ٥١٧ - ٢١). ومصدر المصطلح زوايا هو الزاوية المتضمنة لمركز ثابت لتعليم الصوفية وممارستها، وهى نوعان: زوايا الشمس مثل أولاد إبيارى منبع العديد من رجالات السياسة والقانون والتدريس البارزين، وزوايا الظل التى تكون فى حاجة للحماية، مثل أولاد دايمان فى حماية الحسانيين قبل حركة ناصر الدين وحرب شربوبا. ثم كانت الطياب أو قدامى المحاربون الحسانيون الذين انضموا للحياة الدينية بعد اعتزالهم الحرب. وينفصل الشرفاء عن الزوايا مع استمرارهم فى أداء واجباتهم الدينية دراسة وتجارة، مع ثبوت نسبهم بالأسرة النبوية. ولقد قام بعضهم بتأسيس مدن الأدرار، وحكموا يتشيت ووالاط، ويصاهرون شرفاء مراكش.
ولقد كان الزناجا يدفعون الجزية سواء للحسانيين أو للزوايا، ويقومون بالأعمال الدنيا وبالزراعة ويحتمل أنهم من بربر الصنهاجة. ولقد تصاهر الزناجا مع الزنوج. ثم هناك الحراتين الملونين دافعو الضرائب، والعبيد العتقاء، حيث يعيشون فى عشائر منفصلة، وهم عادة زنوج بلا وطن يعملون بالمشاركة فى زراعة المحاصيل. ويصعب الفصل بين الحراتين والعبيد، ويعتبر العبيد وثروات جنوب موريتانيا من أسباب الحروب فى القرون السابقة. وكان المغاربة يقايضون الخيل بالعبيد بمعدل ١٠ - ١٨ حصانا لكل عبد. وأخيرا، حضرت حركات تحرير العبيد العالمية، قيام حركة تحررية عبر كل موريتانيا لتحرير الحراتيين. بجانب ذلك، كانت هناك طوائف تقوم بصناعة الأسلحة والآلات مقابل جعل معلوم فى هيئة لحوم أو حيوانات حية أو غلال. ويبدو أن صناع المعادن هؤلاء. كانوا أصلا من اليهود والزنوج (الوسيط (٣٥٩ - ٦٠)). ولم يزل يوجد الصيادون فى الحوض وعلى شاطئ الأطلنطى كقوم بسطاء انحدروا من