الراضى أن يزيحه من السلطة فى الموصل لكنه كان مضطرًا للإبقاء عليه.
وشهدت فترة حكم الراضى مزيدًا من الضعف وذلك بتعيين ابن رائق أميرًا للأمراء، مما أدى إلى ضعف نفوذ الخليفة وسلطاته، وفى عام ٣٢٧ هـ/ ٩٣٨ - ٩٣٩ م قام أبو محمد الحسن بمحاولة ليثبت مركزه الذى انتزعه منه بجكام الذى خلف ابن رائق، وفى عام ٣٣٠ هـ/ ٩٤١ م قام بمحاولة ثانية عندما هرب الخليفة المتقى وابن رائق (الذى كان قد أعيد لمنصبه) إلى الموصل من بغداد عندما احتلها الإخوة البريدى، فقتل الحسن ابن رائق وأجبر الخليفة على أن يعطيه الإمارة ويلقبه "ناصر الدولة" ثم زوج ابنته لابن الخليفة، ولكن مع أنه هو وأخوه المشهور (على) الذى كان فى نفس الوقت يلقب بسيف الدولة كانا قادرين على إعادة المتقى إلى عاصمته وطرد البريديين ثانية إلى البصرة إلا أنهما كان غالبًا مضطرين بسبب ثورة فرق الأتراك بقيادة توزون لأن ينسحبا ثانية إلى الموصل، وهنا عين المتقى توزون أميرًا بدلًا من ناصر الدولة، ولكن ضعفه الواضح شجع توزون لأن يزيد من قوته.
وفى عام ٣٣٢ هـ/ ٩٤٣ م لجأ الخليفة ثانية إلى الحمدانيين، وهنا حاول سيف الدولة -ولو أنه لم ينجح- أن يدخل فى معركة ضد توزون، بينما قام الحسن بإبعاد الخليفة إلى مكان أكثر أمنا من الموصل فنقله إلى الرقة، وبعد عدة شهور أقنع الموالون لتوزون المتقى بالعودة إلى بغداد وذلك لكى يقابله الأمير فى الطريق ويعميه ويطيح به، وعلى هذا فقد أوقف ناصر الدولة دفع ما عليه، إلا أن توزون والخليفة الجديد "المستكفى" وقفا ضده وأجبراه على الدفع.
وقد مات توزون على أية حال فى عام ٣٣٤ هـ/ ٩٤٥ - ٩٤٦، ومن ثم بذل ناصر الدولة محاولة لاسترداد الإمارة إلا أنه أخيرًا وفى نفس العام احتل أحمد بن بويه معز الدولة بغداد، ومنذ ذلك فصاعدًا توقف سير حياة ناصر الدولة حتى يدعم قواته ضد قوات البويهيين.