(أسقفية) فارس. وقد كونوا منذ القرن الخامس للميلاد عددًا من الأسقفيات (مَشْمهيج، ودَيرْين، ومَازُون (فى عمان)، وهَجَر، ويمامة، وهتَّه "الخط" وسوقطرة) وغالبًا ما كانت هذه الأسقفيات المحلية ذوات نزعات انفصالية، لا تتفق مع رؤية الكرسى الأسقفى النسطورى فى المدائن (انظر فى هذا:
J. M. Fiey, Dioceses syriaques Orientaux du Golfe Persique Memorial Mgr G.Khouri فى Sarkis, Louvain. ١٩٦٩, ١٧٧ - ٢١٩
وأعيد طبع هذا المبحث فى:
Communautes syriaques en Iran et Irak , des origines a ١٥٥٢, Variorum Re prints, London, ١٩٧٩
ومن الصعب أن نوجز الوضع المتغير لمجتمعات الساحل الشرقى، فقد تحول عدد كبير من أهل هذا الساحل للدين الإسلامى وكان ذلك -إلى حد ما- بسبب اثقال كاهلهم بالضرائب التى قدرت بنصف ممتلكاتهم فيما يقول البلاذرى وكما يتضح من رسائل البطريارك إيشوعياب، وكان هذا أكثر ما يكون وضوحًا فى البحرين وعمان (١)، وأشار المستشرق فيى لأفكار المؤلف نفسها فى مبحث Fiey له بعنوان Isho yaw le Grand (فى دورية المسيحية الشرقية Orientalia iodica Christiana, XXXVI, ٢ باريس، ١٩٧٠، ص ٣١ - ٤١)
وظلت الاشارات إلى أساقفة هذه الأسقفيات حتى ما بعد سنة ٦٧٦ م، وعلى أية حال فهناك ما يدل على وجود مسيحيين فى اليمامة والبحرين بين سنتى ٨٩٣ م و ٨٩٩ م عندما حكم أبو سعيد القرمطى لفترة وجيزة، وقد حظى المسيحيون فى ظله بمعاملة حسنة وحتى سنة ٩٠٠ م كان لأسقفية
(١) راجعنا فتوح البلدان للبلاذرى فلم نجد ما ذكره مؤلف المقال دقيقًا، ومن المعروف أن المسلمين لم يحصلوا من أهل الكتاب سوى الجزية وهى مقابل الحماية وإعفائهم من الخدمة فى الجيش الإسلامى: المترجم.