الأربعة (إذا أضيف بختنصر) الذين حكموا العالم كله مثل سليمان بن داود، وذى القرنين، وقد أخبره المنجمون أن طفلا سوف يولد يطيح بعرشه ويحطم أصنامه. وهكذا يصبح إبراهيم من لحظة مولده واحدًا من الأبطال الذين يتعرضون للتعذيب على يد أحد الطغاة، والذين كتب عليهم أن يثبتوا أنهم محطمو هؤلاء الطغاة وهو فى ذلك مثل موسى وعيسى وجيلجامش وآخرين. وتتمكن "أوشا" زوجة "آزر" من خداع نمرود وجواسيسه. وولد إبراهيم فى الخفاء، واكتمل نضجه بسرعة. . ويدخل مع نمرود فى مناظرة دينية أشرنا إليها فى الآية القرآنية من سورة البقرة. وبعد ذلك يأمر نمرود بإلقاء إبراهيم فى النار التى تصبح بردًا وسلاما عليه فلا يصيبه أذى ويتعجب نمرود -مثلما حدث مع بختنصر عندما احتفظ بثلاثة من الشباب فى فرن مشتعل. ويقرر نمرود أن يهاجم اللَّه -الذى يؤمن به إبراهيم- فى سمائه فيطعم أربعة من النسور حتى تصبح كبيرة جدا ثم يربطها إلى الأركان الأربعة لصندوق كبير، ويثبت رمحا عند كل ركن وفى طرف الرمح قطعة من اللحم ثم يجلس فى الصندوق، وتطير النسور بالصندوق إلى أعلى وأعلى وهى تحاول أن تصل إلى اللحم -وتبدو الجبال مثل أكوام النمل- والعالم كله مثل سفينة فى الماء. . وتذهب محاولته عبثا ويسقط على الأرض. . وبعد ذلك يشيد برجا حتى يصل إلى إله إبراهيم. . وحينئذ تختلط اللغات (الألسنة) فبدلا من لسان سريانى واحد تظهر ثلاثة وسبعون من الألسنة. . وتحذره ملائكة اللَّه. . ولكنه يحشد جيوشه ضد اللَّه وحينئذ يرسل عليه اللَّه جحفلا من البعوض يأكل لحم رجاله ويمص دماءهم. وتدخل بعوضة إلى دماغ النمرود من أنفه. وقد ظل أربعمائة عام يمارس حكمه الاستبدادى، والآن ولمدة أربعمائة عام ظل يتعذب بسبب هذه البعوضة حتى مات.
ويرجع المسلمون اسم نمرود إلى فعل تمرّد. ولكن هناك اشتقاق آخر من نمرة (انثى النمر) والسبب -كما تقول الأساطير- هو أنه رضع من نمرة. .