فى "نوى" جنوبى دمشق فى "جولان" وقد لفتت موهبة الصبى المبكرة جدا الأنظار، وجاء به أبوه فى عام ٦٤٩ هـ/ ١٢٥١ م إلى مدرسة الرواحية فى دمشق.
وهناك درس الطب قبل كل شئ ولكنه سرعان ما تحول إلى الدراسات الإسلامية.
وفى عام ٦٥١ هـ/ ١٢٥٣ م أدى فريضة الحج مع أبيه. وفى نحو عام ٦٥٥ هـ/ ١٢٥٧ م بدأ يكتب، واستدعى فى عام ٦٦٥ هـ/ ١٢٦٧ م للأشرفية -دار الحديث- فى دمشق خلفا لأبى شامة الذى مات. وبالرغم من أن صحته قد اعتلت كثيرا فى حياته كطالب، إلا أنه عاش يقتصد فى الإنفاق جدا، بل إنه رفض المرتب. وقد أصبحت شهرته كعالم وكإنسان كبيرة جدا حتى أنه ليجرؤ على أن يطلب من السلطان بيبرس أن يعفى شعب الشام من ضرائب الحرب المفروضة عليه، وأن يدفع عن المدرسين فى "المدارس" خفض دخولهم. ومع ذلك لم يفلح فى ذلك وطرده بيبرس من دمشق عندما رفض وحده أن يوقع على فتوى تقر مشروعية هذه الضرائب (وقد احتفلت القصة الشعبية "سيرة الظاهر بيبرس" القاهرة ١٣٢٦ - بهذا العمل الذى قام به النووى الذى يقال إنه دعا على السلطان فأصيب بالعمى لفترة). . وقد مات النووى -دون أن يتزوج- فى بيت أبيه فى "نوى" فى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب ٦٧٦ هـ/ التاسع والعشرين من ديسمبر ١٢٧٧ م ولا يزال موضع توقير وتكريم هناك.
وكان النووى على معرفة كبيرة نادرة بالحديث، بل إنه تبنى معايير أكثر دقة مما جاء بعد ذلك، فمثلا هو يعترف بخمسة كتب صحاح لا ستة فى الحديث إذ إنه يضع سنن ابن ماجه فى مستوى مسند أحمد بن حنبل، وبالرغم من إعجابه بمسلم، فإنه يضع البخارى فى مكان أرفع (التهذيب) وقد وضع شروحا أساسية على صحيح مسلم (القاهرة ١٢٨٣ هـ).
وربما تكون مكانة النووى كفقيه أكبر وأعظم -ففى حلقات الشافعية كان يعتبر بكتابه منهاج الطالبين (الذى أتمه