تكرر ورودها فى الحديث الشريف ومن ثم فهى تبين لنا جانبا من تاريخ الصلاة عند المسلمين حتى فرض الصلوات اليومية الخمس.
وبعض الأحاديث الشريفة يفيد أن صلاة الوتر هى أيضا صلاة مفروضة. فقد تحدث معاذ بن جبل إلى معاوية بن أبى سفيان بشأن هذه الصلاة عند وصوله للشام -ذاكرا له أن صلاة الوتر صلاة مفروضة، وأن وقتها بين العشاء وطلوع الفجر (مسند أحمد بن حنبل، جـ ٥، ص ٢٤٢) وقد أورد ابن ماجه وابن حنبل من الأحاديث ما يفيد أن صلاة الوتر تُقْضَى إن أهملها المسلم أو نسيها. إلّا أن عبادة بن الصامت أنكر أنها صلاة مفروضة اعتمادا على عدة أحاديث (أحمد بن حنبل، جـ ٥، ص ٣١٥ ما بعدها).
وفى مرحلة ثانية حث النبى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] المسلمين على أداء صلاة الوتر لأن اللَّه وتر وأنه -سبحانه- يحب الوتر. (أحمد بن حنبل، جـ ١، ١١٠)
وفى مرحلة ثالثة نظرت المذاهب الإسلامية السنية لهذه الصلاة كسنة -مع استثناء واحد- بينما ظلت مجال نقاش ومناظرة عند الشيعة الأوائل.
وصلاة الوتر ركعة واحدة بعد ركعتين فيكون جميعا ثلاث وهو عدد وتر (أحمد بن حنبل، جـ ٢، ٥، ٩، ١٠، ٧٥) وفى أحاديث أخرى أنها ركعة بعد اثنتى عشرة ركعة فتكون جميعا ثلاث عشرة ركعة وهو عدد وتر (الترمذى، وتر، ٤) وبشكل عام لا تؤدى صلاة الوتر بعد صلاة الصبح (موطأ مالك). وقد ارتبطت صلاة الوتر أيضا بالنصف الأول من الليل فى مرات عديدة، فقد كان أبو هريرة رضى اللَّه عنه يؤديها قبل ذهابه للنوم (الترمذى) وكان الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] نفسه يؤديها فى أى جزء من الليل (الترمذى) ولا يجوز أداء أكثر من صلاة وتر واحدة فى الليل (أحمد بن حنبل). والأحناف وحدهم هم الذين يعتبرون صلاة الوتر فرضا. وعند الشافعية يتراوح عددها بين ركعة واحدة وأى عدد وتر (فردى) حتى إحدى عشرة ركعة، والنية مطلوبة بعد كل ركعتين (أى فى بداية الركعة