هذه الحدود فى أقصى اتساع لها لم تكن تتجاوز عن كوتى Kuti فى الجنوب، ولا فرتى Firit فى الغرب، ولا إنيدى Ennedi وجبال كبكا Kapfa or Gabga فى الشمال (لا يجب الخلط بين جوجا Goaga التى ذكرها الحسن بن الوزان "ليو الأفريقى" والجغرافيون العرب وجوجو أو جاو Gao فى منطقة النيجر).
والمنطقة خصبة رغم وقوعها على الأطراف الجنوبية للمنطقة الصحراوية فرغم أنها تتلقى قدرا قليلا من الأمطار ذلك أن المياه تصل عن طريق عدد من المجارى الموسمية ونهرين كبيرين هى: البطحاء الذى يصيب غربا فى بحيرة فيرثى وبحر السلامات الذى يجرى جنوبا حتى يتصل بنهر شارى الأعلى.
وسكان المنطقة من عناصر مختلفة لكن معظمهم من العناصر السوداء وبعضهم الآخرين عناصر بيضاء خالصة. وبالنسبة للعناصر السوداء الزنجية تعتبر قبائل المابا هى أهمها من الناحية السياسية والاجتماعية، وهناك أيضا قبائل: الكودوى Kodoi والميمى والكشميرى والكاجاكسى والكوندوجو والمارا والماراريت والداجو. . الخ وكلها قبائل مسلمة، وفى الجنوب هناك البينا Bina والرونا Runa وينتشر الإسلام بينهم ولكن ببطء، وتنتمى هذه القبائل جميعا لنفس الجماعة العراقية الكبرى ويتكلمون لغات يتصل بعضها ببعضها الآخر وتعتبر متشابكة أو أنها حبيبات فى عنقود واحد فالصلات بينها كالصلات لغات النوبا الكانورى والتيدا. . الخ. ونجد أيضا فى ودائى -خاصة فى الجنوب- بعض القبائل الوثنية تماما أو الوثنية جزئيا مثل الكوكا والجولا والندوكا. . الخ ويتكلمون لهجات ذات صلة بلغة البجرمى. أما المجموعة العرقية المخلّطة فيتمثلون أساسا فى البديات Bideyat ويسمون أيضا أنا Anna والزغاوة ويسمون أيضا جبجا Gabga وبدو الشمال، وكل هذه العناصر المخلطة تدين بالإسلام، ويتحدثون لغات زنجية ذات صلة بلغة التبدا فى تبستى، وذات صلة أيضا بلهجات المابا والكودوى Kodoi . . الخ، وهناك عناصر