للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على أيام بنى أمية إلَّا في مناسبة واحدة سُلم فيها عامل من المسلمين إلى النصارى فعذبوه. أما في موضوع حق العم في ولاية الأمر فقد كان البحترى يفضل العباس ويذكر قيامه بالسقاية التي يفسرها الشاعر تفسيرا مصيبا كل الصواب فيقول إنها حق الاستسقاء (جـ ١, ص ٢١ - ٢٣) كما يذكر خدمات الموالى من الفرس للإسلام ومساواتهم للعرب، ووصف خدمات العباسيين للعلويين وصفا نهج فيه نهج المنصور (جـ ١, ص ٦٣). ويكلف البحترى بوصف القصور، مثل قصر الزوَ والقصور التي شيدها المتوكل، وجوسق المعتز وقصر المعتمد المعروفين بالمعشوق والمشوق، وأطلال إيوان كسرى التي زارها صحبة ابنه أبي الغوث، وله فيها قصيدة رائعة (جـ ١، ص ١٠٨) كما وصف الأسطول (جـ ١، ص ٢٥٧) والعيون التي شيدتها أم المعتز لسقاية الحجيج (جـ ٢, ص ١٤٦) وحروب الموفق وقواده في ثورة الزنج.

وكان البحترى، شأن الغالبية من أهل طبقته، يلتمس بالشعر العون على خراجه (جـ ١, ص ١٠٦, ١٢٧, ١٨٩) أو مساعدته فيما يتصل بضياعه (جـ ١، ص ١٥٠، جـ ٢، ص ١٥٢) أو يشكو العمال الذين يحاولون اغتصاب أملاكه (جـ ٢, ص ١٥٣) أو يشكو قلة أعطياته (جـ ٢, ص ٢٥٧) أو إخلاف ما وعبد به (جـ ١, ص ٢٢٢). ونحن نراه في الأغانى يتوسل للحصول على المال بطريقة فريدة: هي إغراء إخوانه بشراء عبد له اسمه نسيم ثم يشكو فراقه بحرارة حتى يعاد إليه، ويدل على هذا مجموعة من القصائد مدح بها إبراهيم بن المدبر (جـ ١، ص ١٧٩, ١٨١).

ويقال إن البحترى عندما أدركته الوفاة أوصى بأن تحرق أهاجيه. ويرى صاحب الأغانى أن ذلك ذهب بخير شعره، ومع هذا فقد بقى منها عدد ليس بالقليل يتضح منه أنه اتبع الطريقة الشائعة في الحصول على الصلات، وهي تهديد الذين يرفضون مدائحه بالهجاء حتى أننا نجد في ديوانه