للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بنينا تقديرنا لهذا التاريخ على ذكر "الإيوان" في شعر البحترى فوجدنا أنه وارد في قصائده التي حددنا لها تاريخا هو سنة ٢٧١ هـ أي بعد مروره بالإيوان مباشرة، فهو يقول في مدح ابن ثوابة في البيت ١٩ من القصيدة رقم ٥٠ (الديوان ١٤٥ طبعتنا):

قد مدحنا إيوان كسرى وجئنا ... نستثيب النعمى من ابن ثوابهْ

ويقول في القصيدة ٨٦٣ (صفحة ٢٢٩٤ - ٢٢٩٩٩:

زورة قُيِّضت لإيوان كسرى ... لم يُردها كسرى ولا إيوانه

ونراه قد اتصل برجال الحكم الطولونى فمدح من مدح، وهجا من هجا. ويبدو أن المقام لم يطب له في وطنه الشام، فنجده يبعث إلى أبي العباس بن المبرد بقصيدته الجيمية (القصيدة ١٦٧ صفحة ٤١٥) يمدح فيها أبا الصقر إسماعيل بن بلبل، ويسخر من أن الأيام ألجأته إلى أن يخاطب والى منبج بلقب "الأمير": وقد حددنا سنة ٢٧٥ تاريخا لهذه القصيدة، ونجد له قصائد أخرى في أبي الصقر حددنا لها سنة ٢٧٧ تاريخا لنظمها.

ونرى الصولى يروى لنا في أخبار البحترى أنه كان يجتمع بالمبرد سنة ٢٧٦ عند عبد الله بن الحسين القطربلى بداره بالخلد، وهي محلة على شاطئ دجلة.

على أننا نجد خبرا يرويه المرزبانى في "الموشح" (٣٤٢) يقول: "حدثني أحمد بن محمدين زياد قال: سألت أبا الغوث عن السبب في خروج أبيه عن بغداد، فقال لي: كان أبي قد قال في قصيدته التي رثى فيها أبا عيسى العلاء بن صاعد أبياتا وجد بها بعض أعدائه عليه مقالا، فشنع عليه أنه ثنوى، ودارت في الناس، وكانت العامة حينئذ غالبة ببغداد. فخافهم على نفسه. فقال لي: قم بنا يابنى حتى نطفئ عنا هذه الثائرة بخرجة نلم فيها ببلدنا، ونعود! قال: فخرجنا، وأقام فلم يعد". وهذه الأبيات تضمها قصيدة من حرف القاف لم يسبق نشرها في طبعات الديوان السابقة وهي القصيدة ٦٠٥ (الديوان