للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرمكى على أنه واحد من آخر وزراء الدولة السامانية (Turkestan: Barthold wepochu mongolskago nachestuija ج ٢، ص ٢٧٨ متبعًا رواية الكرديزى) ولم يرد ما يفيد نسبته إلى هذه الأسرة، وفي القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) نجد حسن البرمكى الدانشمندى قد أسفر عدة مرات بين الدولة الغزنوية وبلاط الخليفة (البيهقي، طبعة مورلى Morely, ص ٤٤١ وما بعدها). أما محمَّد بن جهم البرمكى المترجم المشهور لكتاب "خداى نامه" فالراجح إنه كان واحدًا من موالى البرامكة، كما ذهب البعض، وكذلك كان المنجم الذي ذكره الطبري (ج ٣، ص ٤٩٧ وما بعدها) في حوادث سنة ١٦٣ هـ (٧٧٩ - ٧٨٠ م).

ولا تساعدنا المعلومات التي بين أيدينا في إحصاء أعمال البرامكة وتقدير فضائلهم ومساوئهم. والشائع أنهم كانوا مسلمين معروفين بالتقى اشتهروا بحجهم وبالمبانى التي شيدوها، بيد أن خصومهم يتهمونهم بعدم الاحتفال بالإسلام وتعاليمه، فقد أورد الجاحظ ببيتين من الشعر في كتابه "البيان والتبيين" (ج ٢، ص ١٥٠) لشاعر مجهول - وإن كان ابن قتيبة قد نسبهما في "عيون الأخبار" (ص ٧١، طبعة بروكلمان) للأصمعى اللغوي- قال فيهما:

إذا ذُكر الشرك في مجلس ... أنارت وجوه بني برمك

وإن تليت عندهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مروك (١)

(انظر فيما يختص بهذا الكتاب مصنف حمزة، طبعة Gottwaldt، ص ٤١). وقال شاعر آخر (البيان والتبيين، وعيون الأخبار، المصدران المذكوران) عن نفسه:


(١) ورد في عيون الأخبار، طبعة دار الكتب المصرية ج ١، ص ٥١, هامش رقم ٢ من كتاب مروك أنه "محرف عن مزدك، وإليه ينسب المزدكية وقد خرج في أيام قباذ بن فيروز فبدل شريعة زرادشت واستحل المحارم وسوى بين الناس في الأموال والنساء والعبيد، وكثر اتباعه، وعظم شأنه وتبعه قباذ نفسه ولم يزل كذلك حتى ولى كسرى أنوشروان فقتله، وأباد اتباعه".
اللجنة