للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الفراغ دعاني ... إلى ابتناء المساجد

وإن رأيى فيها ... كرأى يحيى بن خالد

ويقال أن المنصور اتهم وزيره خالدا بأن هواه مع الفرس (الطبري، ج ٣، ص ٤٢). ويقول الطبري (ج ٣، ص ٥٧٢ وما بعدها) إن الهادي اتهم يحيى بالكفر، والراجح أن يكون الرشيد قد أوقع بالبرامكة لتهم مثل هذه، ولكن شيئًا من هذا لم تذكره المصادر. ومما يدل على أن سقوط البرامكة له صلة بالعودة إلى تعاليم الإِسلام الحقة أن السكة بعد سنة ١٨٧ هـ لم تكن تحمل اسم الخليفة أو ولى عهده كما كانت الحال منذ عهد المهدي.

ولم ينكر أحد من أنصار البرامكة أنهم لم يغنوا الدولة فحسب، بل أغنوا مواليهم أيضًا، وكان المؤرخون يميلون دائما لأهل القلم لأسباب واضحة، ولذلك فإن التاريخ, حتى الذي برئ من التحيز للفرس، أسرف في مدح البرامكة الذين كانوا يعتبرون منشئى هذه الطبقة، وسكت عن كثير من مساوئهم. ويجب ألا نعتمد كثيرا على ما يقال من أن عهد هارون الرشيد كان العصر الذهبي للخلافة الإِسلامية (الطبري، ج ٣، ص ٥٧٧ وما بعدها) أو أن الرشيد أحسن الحكم طالما كان البرامكة معه كما زعم بعض المؤرخين (المسعودى: التنبيه، ص ٣٤٦, Frag. .Hist. Arab, ص ٣٠٩)، ومع هذا فإن الرواية الشائعة تؤيد حكم المؤرخين في الحالتين. أو أنهم استطاعوا أن يوطدوا النظام في ولاية عربية خالصة كولاية الشام.

المصادر:

(١) ضياء الدين برنى: زخبار برمكيان، في: Chrestomathie persone Schefer ج ٢ ص ٢ - ٥٤.

(٢) المسعودي: مروج الذهب، ج ٦, ص ٣٦١ وما بعدها، ص ٣٨٦ وما بعدها.

(٣) ابن خلكان: ترجمة ده سلان، ج ١، ص ٣٠١ وما بعدها.، ج ٢، ص ٤٥٩ وما بعدها، ج ٤، ص ١٠٣ وما بعدها.