وجاء في التواريخ الإخبارية العثمانية (انظر سعد الدين، جـ ١، ص ٨٤ - ٨٧) أن العثمانيين بلغوا الممرات البلقانية الرئيسية، وذلك بالاستيلاء على قيزيل أغاج - يكيجه سى ويانبولى (إيا نبول) وقارين أو واسى (قرنوبات)، وآيدوس (آيتوس) وسوزه بولى (سوزوبوليس) بقيادة تيمورتاش حوالي سنة ٧٧٠ هـ (١٣٦٨ م)، واستولوا على اهتمان وساماكوف بقيادة لالاشاهين سنة ٧٧٢ هـ (١٣٧٠ م) وسنة ٧٧٣ هـ (١٣٧١ م). وكانت فلبه من ناحية وإقليم يانبولى قارين أو واسى من ناحية أخرى هما الأوجان الهامان اللذان أسكن فيهما الاقنجى واليوروق والتتر في اعداد كبيرة. ولم يستول العثمانيون على نيش إلا عام ٧٨٧ هـ (١٣٨٥ م؛ انظر نشرى، طبعة taesch- ner , جـ ١, ص ٥٨) وكانت صوفيا لا تزال في يد شيشمان سنة ٧٨٠ هـ (١٣٧٨ م؛ انظر Gesch.: C. Jirechek der Bulgaren براغ سنة ١٨٧٦, ص ٣٣٩) , والظاهر أنها سلمت فيما بين هذا التاريخ وسنة ٧٨٧ هـ (١٣٨٥ م)، ولما اكتشف السلطان مراد الأول سنة ٧٨٩ هـ (١٣٨٧ م) أن تابعيه شيشمان في بلغاريا وإيفانكو في دبروجة لم يكونا معه على الصربيين بادر بإنفاذ جيش يقوده على باشا لتأمين مؤخرته. ومعلوماتنا عن هذه الحملة مستقاة من نشرى وروحى وقد اعتمد كلاهما في روايتهما على مصدر مفصل وثيق، وليس بنا من حاجة إلى التعديل في التواريخ التي ذكراها (انظر - F. Babing Beitraege zur Fruehgesch. der Tuer-: et kenherracheftinmelien ميونخ سنة ١٩٤٤, ص ٢٩ - ٣٥). وفي شتاء عام ٧٩٠ - ٧٩١ هـ (١٣٨٨ - ١٣٨٩ م) استولى على باشا على بروفاديا (برافادى)، وفنجان، ومادره وشومنى (شومن) وقضى الشتاء في شومن. وفي ربيع عام ٧٩١ هـ (١٣٨٩) أنفذ ياخشى بك إلى "ابن دبروجه" في ورنة، وهنالك مضى للقاء السلطان في يانبولى. وقدم شيشمان إلى هنالك أيضًا وأبدى خضوعه للسلطان مراد الأول. ولكنه عند رجوعه لم يسلم سلستره (سلستريا) للعثمانيين كما وعد، ولذلك ظهر على أمام ترنوفو قصبة شيشمان. "وأحضر الكفار له