للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يخالف مذهب الغربيين أشد المخالفة، ومرجع هذا إلى الظروف الخاصة التي تكتنف الحياة في المشرق، وبخاصة الصفات المعينة التي تتصف بها أجناسه والمناخ الجاف الذي يسود جميع بلاده، أضف إلى هذا ما لمسألة التزود بالماء من شأن خطير. وقد وثقت كل هذه الظروف الرباط بين الفرد والجماعة، فأصبح السائد هو التعاون لا التنافس. ونستطيع أن نتبين من هذه الظروف القاعدة الأساسية التي تقوم عليها آداب التجارة عند المسلمين وأن نفهم لماذا يجب على التاجر أن يعامل عملاءه معاملته لأخوته. ولا يقتصر الأمر على شعور الفرد شعورا واضحًا بأنه عضو في جماعته، بل يضاف إلى هذا الدين الذي هو المصدر الذي يستهديه المسلم في كل معاملاته. وينبغى أن تخضع المعاملة نفسها لأحكام هذا الدين. ولا يكون لها وضع خاص وآداب تنفرد بها.

وعلى الرغم من كل هذا فإنه في مقدور المسلمين أن يصطنعوا الوسائل الحديثة في المعاملة. وقد أظهر الإسلام في الماضي مسايرة للظروف وقدرة على التطور. وأخذت عدة بلاد إسلامية تسير في الوقت الحالى في سبيل إصلاح كل ما سبق لها أن أهملته في مختلف المناحى. وهناك شخصيات تعد بمثابة معالم في طريق هذا التقدم. مثل ضياء كوك ألب ومحمد عبده.

المصادر:

نزيد على المصادر التي ذكرناها في صلب المادة ما يلي:

(١) أبواب البيوع أو التجارات في كتب الحديث.

(٢) المصادر التي أورده Wensinck في A. Handbook of Early Muhammedan Tradition,، ليدن سنة ١٩٢٧ مادة Barter

(٣) Ein Arabisches Handbuch: Ritter der Handelswussenschaft في Isi.، جـ ١٧، سنة ١٩١٧، ص ١ وما بعدها

(٤) ترجمة مقال بارتولد إلى الألمانية في Die Welt des Islams؛ جـ ١، سنة ١٩١٣، ص ١٣٨ وما بعدها.

(٥) Islam und Wirtschaft: C.H.Becker في Archiv. f. Wirtschaft sforschung in Orient، جـ ١، سنة ١٩١٦، ص ٦٦ وما بعدها [= Islamstudien، جـ ١، سنة ١٩٢٤ ص ٥٤ ما بعدها]