للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو من النقول العربية الأخرى للعهدين القديم والحديث. ويقال إن أحمد بن عبد الله بن سلام الإنجيلى قام بنقل من هذه النقول، فقد ترجم التوراة إلى العربية، وكان ذلك في عهد هارون الرشيد على ما رواه الفهرست (ص ٢٢) ولا نستطيع أن نجزم بأنه كان قريبًا لعبد الله بن سلام اليهود الذي أسلم في عهد النبي [- صلى الله عليه وسلم -]. وقد ذكر المسعودى (كتاب التنبيه والإشراف، ص ١١٢) ثلاثة نقول أخرى: الأول لحنين بن إسحاق النسطورى المتوفى عام ٢٦٠ هـ (٨٧٣ - ٨٧٤ م) وقد اعتمد فيه على الترجمة اليونانية للعهد القديم، والاثنان الآخران لحبرين من أحبار اليهود هما أبو كثير المتوفى عام ٣٢١ هـ (٩٣٣ م) أو عام ٣٢٩ هـ (٩٤١ م) (١) وسعيد بن يوسف الفيوميّ المشهور بسعديا جاءون المتوفى عام ٣٣١ (٩٤٣ م) (٢) وقد نقل الإثنان من النص العبرى الأصلي. ولم يبق من كل هذه النقول إلا نقل سعديًا (طبعة درنبورغ، باريس سنة ١٨٩٣) والنقل الوحيد الآخر الذي بقى من هذا العهد هو الذي صنع في الأندلس عام ٣٤٥ هـ (٩٥٦ م) وقد نقل عن اللاتينية. أما النقول المتأخرة عن القبطية والسريانية والعبرية التي قام بها النصارى والسامريون فقد فصل هرزك الكلام عن المراجع الخاصة بها جميعا في مقاله الموسوم بـ BI , Arabische beluebersetzun, gen في alenzyklopaedie .


(١) الذي في التنبيه للمسعودى (ص ٩٨، طبعة مصر) أنه أبو كثير يحيى بن زكريا الكاتب الطبراني وأن وفاته كانت في حدو سنة. ٣٢٠ هـ.
(٢) والذي فيه أيضًا أن اسمه سعيد بن يعقوب الفيوميّ وأنه مات بعد سنة ٣٣٠ هـ. ثم أن المسعودى يسمى هذين الكتابين وما بعدهما اسما يفهم منه أنه تفسير وترجمة فإنه يقول عن الإسرائيليين من الأشمعث والعنانية أنهم "يعتمدون في تفسير الكتب العبرانية للتوراة والأنبياء والزبور، وهي أربعة وعشرون كتابًا وترجمتها إلى العربية على عدة من الأسرائيليين المحمودين عندهم" ثم ذكر هذين وقال عن الفيوميّ أنه كان قد قرأ على أبي كثير وأنه قد يفصّل تفسيره كثير منهم. ثم ذكر ممن فسرها أيضًا داود المعروف بالقومسى وكانت وفاته سنة ٣٣٤ وكان مقيما ببيت المقدس، وإبراهيم البغدادي.
أحمد محمد شاكر