للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد أقنعت الآية ١٥٦ من سورة الأعراف المؤمنين بأن التوراة قد بشرت بقدوم محمد [- صلى الله عليه وسلم -]. وترد المحاولات التي بذلت لإثبات ذلك إلى صدر الإسلام (انظر ما سيأتي) ولكن لم يحدث إلا في منتصف القرن الثالث أن سيقت فقرات بعينها من التوراة وغيرها من أسفار العهد القديم مترجمة ترجمة حرفية، وفسرت بأنها بشائر بقدوم محمد [- صلى الله عليه وسلم -] ورى ابن الجوزي في "كتاب الوفا" عن مؤلف لابن قتيبه لم يسمه فقرات من هذا القبيل، وساق على ابن ربن الطبري (انظر ما سبق) حوالي ذلك الوقت كثيرًا غيرها، وترددت هذه الفقرات على تفاوت بين النقص والتمام مرات ومرات في جدل القرون التالية ومناظرتها. وكان لفقرات من التوراة شأن كبير في هذه المناظرات، وهي الفقرات ٩ - ١٢ من الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين، والفقرة ٢٠ من الإصحاح السابع عشر، والفقرة ٢١ من الإصحاح الواحد والعشرين، والفقرة الثامنة عشرة من الإصحاح الثامن من سفر التثنية، والفقرتان ٢ و ١٢ من الإصحاح الثالث والثلاثين من السفر نفسه. فقد جاء في الفقرة ٢١ من الإصحاح الحادي والعشرين من سفر التكوين أن فاران كانت موطن إسماعيل، وجاء في الآية ١٢٥ من سورة البقرة أن مقامه كان بمكة ثم قيل إن فاران هي مكة. وانبنى على ذلك أن أصبحت الفقرة الثانية من الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية تشير إلى محمد [- صلى الله عليه وسلم -]. كما أصبحت الفقرة ١٨ من الإصحاح الثامن عشر والفقرة ١٢ من الإصحاح الثالث والثلاثين من السفر نفسه تشير إلى "خاتم النبوة".

وحتى القرآن يعنف اليهود لأنهم "يحرفون الكلَم عن مواضعه" (سورة النساء، الآية ٤٦؛ سورة المائدة، الآية ٤١، ١٣) ويسوق مثالًا على ذلك في الآية ٤٦ من سورة النساء. ثم إنه أخذ عليهم أنهم نسوا أو أخفوا بعضًا مما أنزل عليهم (سورة المائدة، آية ١٣؛ سورة آل عمران، الآية ٧١؛ سورة الأنعام، الآية ٩١). ولدينا من الحديث