سنة ١٣٣٤ هـ (١٩١٦ م)؛ انظر: نصيف، ص ٥٠). وسلم الأتراك المدينة في ١٥ شعبان (١٧ يونية) بعد هجوم مشترك شنه جيش الشريف الحسين وقذف الأسطول البريطانى لها ستة أيام. ومن يومها أصبحت مستودع المؤن الأكبر لقوات الأشراف التي كانت تعمل وراء خطوط الأتراك أثناء الثورة العربية.
وكانت جدة، في ظل مملكة الحجاز القصيرة العمر، بؤرة الصراع بين الوهابيين والأشراف للسيطرة على الحجاز. ولما استولى السعوديون على مكة في ربيع الأول سنة ١٣٤٤ (أكتوبر سنة ١٩٣٤) أصبحت جدة قصبة حكومة علي بن الحسين. وظلت المدينة محاصرة بالقوات الوهابية المتمركزة في التلال الساحلية على مسيرة عشرة أميال من المدينة، عاما أو نحو عام من جمادى الآخرة سنة ١٣٤٣ (يناير سنة ٩٢٥ حتى خضعت في جمادى الآخرة سنة ١٣٤٤ (ديسمبر سنة ١٩٢٥) وقد حال دون الدفاع عن جدة قصور جيش الأشراف الذي قدره فلبى (Forty Years: Philby، ص ١١٤) بألف من الجنود النظاميين مضافا إليهم المجندين من البدو، وانقسام أهل المدينة على أنفسهم، وقد أيد حزب منهم بزعامة القائمقام، التفاوض مع السعوديين وخلع على (نصيف، ص ١٥٦ وما بعدها. وقد وردت تفصيلات تاريخ المدينة في غضون هذه السنة بصحيفة "بريد الحجاز التي كان ينشرها محمد نصيف): وفي ذي القعدة سنة ١٣٤٥ (مايو سنة ١٩٢٧) التقى في جدة الملك عبد العزيز بن سعود وكلبرت كلايتون Clayton وعقدا معاهدة جدة الذي اعترف فيها البريطانيون بالاستقلال "التام المطلق" لأملاك آل سعود.
وقد وصف نلينو Nallinn جدة سنة ١٩٣٨, وذكر موقع قبر حواء الذي دمره السعوديون في غير ما جلبة سنة ١٩٢٨. والجبانة المعروفة بالجبانة الأوربية التي قيل إنها ترجع إلى عام ١٢٣٥ هـ (١٨٢٠ م) وتضم رفات بعض اليهود والأسيويين، والقرى القائمة وراء السور، وتشمل هذه القرى