المصادر العثمانية إن الصدر الأعظم قره مصطفى باشا (تولى الصدارة من سنة ١٠٨٧ - ١٠٩٤ هـ-١٦٧٦ - ١٦٨٣ م) زود جدة بمسجد وخان وحمام ومورد للمياه.
وانتابت جدة في القرن الثالث عشر الهجرى (التاسع عشر الميلادي) طائفة من صروف الدهر، ففي سنة ١٢١٧ هـ- (١٨٠٣ م) حاصر الوهابيون الشريف غالبًا في جدة، ولكنهم عجزوا عن الاستيلاء على المدينة التي راحت تفاخر بأنها في مناعة جبل طارق (ابن بشر، ج ١، ص ١٢٢)، وقد سلم غالب من بعد، وخضعت جدة لحكم الوهابيين حتى سنة ١٢٢٦ هـ (١٨١١ م) وهنالك استعاد محمد على سلطان العثمانيين الاسمى عليها. وفي سنة ١٢٢٩ هـ- (١٨١٤ م) وصف بوركارت Burchart جدة فقال إنها بلدة يسكنها ما بين ١٢.٠٠٠ نسمة، و ١٥.٠٠٠ نسمة، لا يمثل عناصر السكان الأصليين منهم إلا قلة قليلة، على حين أن الأجانب القادمين من اليمن وحضر موت كانوا فيما يظهر كثيرى العدد. ويذكر كل من بيرتون Burton (ج ١، ص ١٧٩) والبتنونى (ص ٦) المرجان واللؤلؤ اللذين يستخرجان من البحر الأحمر في جدة ويصنع منهما السبح في مكة والصلبان في بيت المقدس. وفي سنة ١٢٥٦ هـ (١٨٤١ م) حل محل الحكم المصري الحكم المباشر للباب العالى يملكه وال يتولى الأمر في جدة.
وفي ٣ ذي القعدة سنة ١٢٧٤ هـ (١٥ يونية سنة ١٨٧٥٨ هـ) شهدت جدة مذبحة حرض عليها، فيما يظن، رئيس سابق من رؤساء الشرطة فيها وعدة تجار منها ساخطين، وقد قتل في هذه المذبحة حوالي خمسة وعشرين شخصا منهم القنصلان البريطانى والفرنسى وطائفة من التجار اليونان الموسرين. وهنالك ألقت الباخرة البريطانية سيكلوبس Cyclops مراسيها في المرفأ وظلت ترمى المدينة بالقنابل يومين وأعادت النظام إلى نصابه دون أن تحدث أضرارًا كثيرة (Isabel Burton، ج ٢، ص ٥١٣ وما بعدها).
وكانت جدة أول مدينة حجازية تسقط في يد الأشراف بعد أن أعلن الشريف الحسين استقلال العرب في