للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعامل هذه المعاملة أولئك الذين استحلت دماؤهم. وقد جعل الخوارج هذا الأمر من أسباب خروجهم على علي.

ولما انتهت المعركة بايع البصريون عليا وولى عليهم ابن عباس (وإلى جانبه زياد بن أبيه) ومن ثم أثار غضب الأشتر، ذلك أن اثنين آخرين من أبناء العباس توليا منصب الولاية أحدهما في اليمن والآخر في مكة.

وكانت عائشة هي الشخصية البارزة في فتنة الجمل، وقد ظهرت في ذلك نشطة مصممة (فيما عدا لحظة بدا ترددها عند الحوأب) على بلوغ غرضها كما أن قرارتها كانت تحترم، على حين أن طلحة والزبير اللذين ائتمرا بأمرها. كانا يتشاجران فيما بينهما متعللين بأسباب واهية قوامها أنهما يدفعان عنهما تهمة الإخلال بعهدهما لعلى، وينسحبان من المعركة بدلا من أن يقاتلا حتى الموت فظهرا في ذلك بمظهر الرجال الذين تحركهم الأطماع ويفتقدون في الوقت نفسه العزيمة والثبات المؤديين إلى النجاح. ويذهب كيتانى إلى أنه كان ثمة منظم لمشروع الفتنة يختفى وراء عائشة وهو مروان الذي تبع المتآمرين. وهذه النظرية شائقة، ولكن ليس ثمة ما يثبتها. فإذا كان مروان هو حقًّا مستشار الثائرين فإنه كان يعمل في كثير من البصر والحيطة حتى أن المراجع لا تكاد تتحدث عن أفعاله.

المصادر:

(١) الطبري، ج ١، ص ٣٠٩١ - ٣٢٣٣) بالتفصيل فيما عدا وقائع: على يتأهب لقتال خصومه ص ٣٠٩١ - ٣٠٩٦؛ عائشة تثير القوم في مكة وتطالب بالثأر لعثمان، واتفاق الثوار ومسيرهم واحتلالهم البصرة: ص ٣٠٩٦ - ٣١٠٦، ٣١١١ - ٣١٣٨؛ مسيرة على ووقفته في ذي قار: ص ٣١٠٦ - ٣١١١، ٣١٤١ - ٣١٤٣، ٣١٥٤ وما بعدها؛ الموقف في الكوفة وجهود على لكسب أهلها؛ إقصاء أبي موسى: ص ٣١٤٠ وما بعدها، ٣١٤٥ - ٣١٥٤، ٣١٧٢ وما بعدها، ٣١٨٧ وما بعدها؛ مسيرة على إلى البصرة؛ ص ٣١٣٨ - ٣١٤٠؛ المفاوضات بين على والثوار: ص ٣١٥٥ - ٣١٥٨، ٣١٧٥، الحوادث التي وقعت قبل المعركة وحياد الأحنف: ص ٣١٤٣ -