القائد العام ووزير الحرب، وهو يشرف على جميع الجيش في ظل السلطان، إلا فيما عدا أن ناظر الطويخانه (أى رئيس المدفعية) قد جعل مسؤولا مباشرة أمام السلطان عن المدفعية والمهندسين والتموين وظل هذا التقسيم للمهام بين القائد العام وناظر الطوبخانه مرعيا حتى سنة ١٩٠٩. وقد قدر أن يتألف الجيش من ١٢,٠٠٠ جندى يظلون في الخدمة العسكرية اثنى عشر عامًا، على أن هذه الخدمة كانت تزداد في بعض الأحيان عن هذه المدة، كما يتبين من رسالة كتبها هلموت فون مولتكه - Hel mut von Moltke سنة ١٨٣٨ وتحدث فيها عن مدة الخدمة وقدرها ١٥ عامًا.
وفى العقود التالية من هذا القرن زيد في حجم الجيش كثيرا، ونظمت إدارته على هدى المنطق السليم. وصدر سنة ١٨٤٣ قانون حدد مدة الخدمة العسكرية بخمس سنوات. وأُنقصت هذه المدة سنة ١٨٦٩ إلى أربع سنوات، وأنُقصت سنة ١٨٦٩ إلى ثلاث سنوات. وقد نص قانون الجيش الصادر سنة ١٨٨٦ على خضوع الرعايا العثمانيين للخدمة في الجيش مدة تسع سنوات من سن العشرين ثم ينقلون بعد ذلك إلى "الرديف"(الإحتياطى) تسع سنوات أخرى، وبعدها للجيش الإقليمى (مستحفظ) سنتين أخريين. ونص قانون سنة ١٨٤٣ على قيام خمس فرق في الجيش: الحرس السلطانى، وفرقة إستانبول، وفرقة الروملى، وفرقة الأناضول، وفرقة عربستان. وفى سنة ١٨٤٨ أنشئت فرقة سادسة اتخذت مقرها في بغداد وقد رتبت رتب الجيش على النمط الأوربى (ويجد القارئ ثبتا بالرتب في الجيش العثمانى وما يناظرها من الرتب في الجيش البريطانى في P. Ward,R Captain M. C. .Handbook of th Turkish Army: A, لندن سنة ١٩٠٠). وسرعان ما زاد عدد الجيش الذي جنده السلطان محمود من ١٢,٠٠٠ مقاتل. وما وافت الأربعينات من القرن التاسع عشر حتى بلغ عدد أفراد الجيوش العثمانية نحوا من ١٥٠,٠٠٠ مقاتل، والظاهر أن هذا العدد ظل على حاله زمن السلم من بعد.