Deutsch.-Morgenl. Gesellsch. جـ ١, ص ٤٦٥ - ٥٠٦).
وصنفت أمثال هذه المسانيد أيضًا فى العصور المتأخرة، فمثلا رتب بعض العلماء الأحاديث الموجودة فى المصنفات الكبرى للتيسير على حروف المعجم (١٦)، ورتب غيرهم الأحاديث الموجودة فى "موطأ" مالك بن أنس أو غيره من المصنفات التى لم يقصد بتأليفها أن تكون مجموعة وافية للحديث فى كتب متفرقة (انظر: Goldziher: Muhamm. Stud جـ ١, ص ٢٢٧).
على أن مجموعات الأحاديث التى صنفت فى العصور المتأخرة كانت القاعدة فى تصنيف معظمها أن يكون ذلك وفقًا لمضمون الأحاديث، وما صنف منها تبعًا للأبواب يسمى "المصنف" (١٧).
واعتبر أهل السنة من المسلمين مع مضى الزمن ستة من هذه المصنفات حجة فى موضوعها. وقد ألفت كلها فى القرن الثالث للهجرة. وأصحاب هذه المصنفات هم:
(١) البخارى المتوفى ٢٥٦ هـ = ٨٧٠ م.
(٢) مسلم المتوفى عام ٢٦١ هـ = ٨٧٥ م
(٣) أبو داود المتوفى عام ٢٧٥ هـ = ٨٨٨ م
(٤) الترمذى المتوفى ٢٧٩ هـ = ٨٩٢ م.
(٥) النسائى المتوفى ٣٠٣ هـ = ٩١٥ م
(٦) ابن ماجه المتوفى ٢٧٣ هـ = ٨٨٦ م.
وتسمى كتبهم باختصار الكتب الستة أو الستة الصحاح، وهى تتلو فى الرتبة القرآن وهو كلام الله.
ويحظى كتابا البخارى ومسلم على وجه خاص بتقدير عظيم ويسميان الصحيحين، وهما لا يشتملان إلا على الأحاديث المتفق على صحتها.
على أن شروط البخارى للصحة ليست هى هى الشروط التى رآها مسلم (١٨) (انظر Goldziher, المصدر المذكور، جـ ٢، ص ٢٤٧).