الموجودة (١٩) (انظر W. AhIwardt Ka: talog der Arab. Hss. der Kgl Biblioth zu Berlin , جـ ٢، ص ١٥٥ وما بعدها).
وقصرت طائفة من جمعة الحديث همَّها على قسم معين من الحديث الوارد فى المجموعات الكبرى، كأن يقتصروا على ما تعلق بالأخلاق وحدها، أو قصروا همَّهم على عدد معين من الأحاديث المشهورة. ولهذا نجد مثلا مصنفات عديدة اشتهرت باسم "الأربعين"، وهى مجموعات تشتمل على أربعين حديثًا مشهورًا.
ولما أصبحت مادة الحديث فى الكثير من النواحى غامضة على أفهام المؤمنين فى الأجيال المتأخرة شعر كثير من العلماء بالحاجة إلى إعداد شروح لمجموعات الحديث، فالكلمات والعبارات المهجورة تحتاج إلى شرح، وينبغى على وجه خاص تعليل الكثير من التعارض أو جعله عديم الضرر بالاجتهاد فى تفسيره. وعنى معظم الشراح بعد ذلك بالأحكام التى تستنبط من الحديث والآراء المتعارضة فيها، والتى انتصر لها علماء مختلفون. نذكر من أحسن الشروح المستفيضة المشهورة شرح ابن حجر المتوفى سنة ٨٥٢ هـ = ١١٤٨ م, وشرح القسطلانى المتوفى سنة ٩٣٢ هـ = ١٥١٧ م، على صحيح البخارى، وشرح النووى المتوفى سنة ٦٧٦ هـ = ١٢٧٧ م، على صحيح مسلم (انظر Gesch. der Arab. Litt.: C. Brockelmann جـ ١، ص ١٥٦ وما بعدها).
وحكم الشيعة على الحديث من وجهة نظرهم الخاصة فلم يعتبروا منه صحيحًا إلا ما رفع إلى على وشيعته ولهذا كانت لهم مؤلفاتهم الخاصة فى هذا الموضوع، ومن أهمها الكتب الخمسة الآتية:
١ - الكافى لمحمد بن يعقوب الكلينى المتوفى سنة ٣٢٨ هـ = ٩٣٩ م.
٢ - "من لا يحضره الفقيه" لمحمد ابن على بن بابويه القُمِّى المتوفى سنة ٣٨١ هـ = ٩٩١ م.
(٣)"تهذيب" الأحكام.
(٤)"الاستبصار فيما اختلف فيه الأخيار"(وهو مختار من سابقه) لمحمد الطوسى المتوفى سنة ٤٥٩ هـ = ١٠٦٧ م.