للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جـ ٤، ص ١٥، س ٦) والظاهر أن القلب نفسه كان يقسم فى بعض الأحيان إلى عدة أقسام بما فى ذلك الأجنحة، كما يستدل من العبارة "جناح القلب الأيسر" (النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ ٧، ص ٣٠٣، س ١٣ - ١٤).

ولا تزودنا المصادر إلا بمعلومات قليلة جدًا عن الأماكن التى احتلتها جيوش الأمراء المصريين على اختلافهم هم وولاة الولايات الشآمية فى نطاق الجناحين الأيمن والأيسر والقلب. أما بخصوص جيش ولاية حماة فقد ذكر صراحة أنه كان يوضع فى العادة قريبًا من الجناح الأيمن منذ أيام صلاح الدين (السلوك، جـ ١، ص ٢٠١، س ٣ - ٦؛ أبو الفداء، جـ ٤، ص ٢٤، س ٢٨ - ٢٩).

القتال الفعلى: إن هناك ظاهرة متواترة فى المعارك الكبرى التى خاضها المماليك مع أعدائهم وهى أن الجناحين ينهزمان أولا، فى حين يثبت القلب مدة أطول. وما إن يبدأ القتال حين تنقلب التعبئة المحكمة كلها انقلابًا عظيما، ذلك أن جناحًا من جناحى جيوش الأعداء ينهار تحت ضغط هجوم العدو ويعمد جنوده إلى الفرار، على حين يطاردهم الجناح المعادى بأقصى سرعة. ومن الملاحظ أن الجانب نفسه الذى انهزم هزيمة منكرة ينجح فى كثير من الأحيان، أثناء المراحل الأولى من القتال فى اكتساح جناح من أجنحة العدو ويطارده. وقد يبعد الجناح المطارد والجناح المطارَد بعدًا كبيرًا عن ساحة المعركة الكبرى، وبذلك يظل جاهلا كل الجهل بتطورات القتال (حدث هذا فى معركة غزة ضد الفرنجة سنة ٦٤٢ هـ الموافقة سنة ١٢٤٤ م (سبط الجورى، ص ٤٩٤، س ٨ - ١٦)، وفى معركة الناصر يوسف مع أيبك سنة ٦٤٨ هـ الموافقة سنة ١٢٥١ م [المكين، ص ٥٣ - ٥٥؛ السلوك، جـ ١، ص ٣٢٤ - ٣٢٧؛ النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ ٧، ص ٦، س ١٦ - ص ٧، س ٢] وفى وقعة عين جالوت وفى معركة برقوق مع منافسيه عند شقحب سنة ٧٩٢ هـ الموافقة سنة ١٣٩٠ [ابن الفرات، جـ ٩، ص ١٨٥ - ١٨٧؛ ابن