وكان الاصطفاف للمعركة فى بعض الأحيان أكثر إحكامًا بعض الشئ. وقد رتب الأمير منطاش جيشه فى محاربته برقوقا كما يلى: القلب والميمنة والميسرة وأضاف إلى ذلك جناحين. زد على ذلك أنه أقام فى مؤخرة الميمنة والميسرة وحدة من الاحتياطى أو الرديف. ولم يستطع برقوق أن يفعل هذا العمل لأن جيشه كان صغيرًا جدًا (النجوم الزاهرة، جـ ٥، ص ٤٩٣، س ١٠ - ١٣). وفى سنة ٨٠٢ هـ (١٤٠٠ م) رتب جيش السلطان فرج فى معركته مع الأمير تنم بين الرملة وغزة على النحو التالى: الميمنة، والميسرة و"قلب فى قلب فى قلب" وكل تشكيل من هذه التشكيلات رديفه (النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٣٥، س ١٠ - ١٣). وفى سنة ٨٢٠ هـ (١٤١٧ م) استعرض السلطان مؤيد شيخ - الذى كان مصلحًا عسكريًا عظيمًا "وإمامًا فى معرفة تعبية العساكر" - جيشه المصطف للمعركة قرب تل السلطان (قرب حلب). واستقر رأيه على ألّا يترك ترتيب "أطلاب" امرائه إلى أى شخص غيره، وأن يقوم بذلك شخصيًا. وقد رتب الأطلاب غير متبع الترتيب الذى جرى الأمراء على الجلوس بمقتضاه فى حضرة السلطان فى المحافل الرسمية، وإنما رتبها "بحسب وظيفته" أى الطلب؛ انظر النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٣٦٣، س ٦ - ٢؛ وانظر أيضًا المنهل، جـ ٣، ص ١٦٨ أ، س ٢ - ٨؛ البدائع، جـ ٢، ص ٨، س ٢٣ - ٢٥؛ JournaL oF the Amer ican Oriental Society، ١٩٤٩، ص ١٤٢، Bulletin oF the School of Oriental and Af rican Studies جـ ١٥, ص ٤٥٤ - ٤٥٥)، ويبدو أن ذلك يتضمن أن ترتيب أطلاب الأمراء فى ميدان المعركة كان وقتذاك بطبيعة الحال صورة طبق الأصل لترتيب جلوسهم فى المحافل الرسمية. وفى سنة ٨٤٢ هـ (١٤٣٨ م) عبأ الأمير آقبغا التمرازى جيش السلطان جقمق فى قتال الأمير قُرقْماس كما يأتى: ميمنة، وميسرة، وقلب، وجناحين. وهذه التعبئة للمعركة سميت "تعبية المُجَنَّح"(النجوم الزاهرة، جـ ٧، ص ٤٦، س ٦ - ٨) وقد وضعت طليعة أمام القلب وسميت "جاليش القلب" (أبو الفدا،