الجوزى، ص ٤٤٣، س ٨ - ٤٤، س ٧). ويبدو أن المماليك لم يلجأوا قط إلى هذا النوع من القتال. على أن هذه السنة ذكرت كثيرًا أيام صدر الإسلام فى المراجع فقيل إنها كانت تمارس فى الظروف الحرجة أو الميئوس منها (انظر مثلا الدينورى: الأخبار الطوال، ص ٢٨٨، ابن سعد، الطبقات، جـ ٢، قسم ١، ص ٩٣، س ١٤ - ١٩؛ الطبرى، جـ ١، ص ١٦١٤، س ٨، جـ ٣، ص ٨٥٣، س ٢١ - ٥٤، س ١١؛ ابن خلدون: العبر، جـ ٣، ص ٣٣٨).
(ب) ويذكر أصحاب الرسائل العسكرية المملوكية اصطناع ضجة هائلة لإدخال الفزع فى قلوب العدو، والحق أن المماليك لجأوا إلى ذلك كثيرًا جدًا ولاقوا نجاحا كبيرًا. وتروى مصادر المماليك أن هذه الطريقة نجحت فى حصار عكا سنة ٦٩٠ هـ (١٢٩١ م)، ففى الهجوم الأخير على هذه المدينة استخدم المماليك عددًا ضخما من الطبول (كوسات) حملها ٣٠٠ جمل "فكان أصوات مهولة وحس عظيم مزعج" وانقلبت الدنيا رأسًا على عقب (دول الإسلام، جـ ٢، ص ٢، ص ١٤٧، س ٥ - ٧؛ ابن كثير، جـ ١٣، ص ٣٢١، س ٣، النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ ٨، ص ٦، س ٧ - ٩؛ السلوك، جـ ١، ص ٧٦٥، س ١ - ٢، جـ ٢، ص ٧٢، س ٨؛ ابن الفرات، جـ ٨، ص ١١٢، س ١٠ - ١١) وكان أعداء المماليك البدويون يتأثرون خاصة بالطبول (دول الإسلام، جـ ٢، ص ١٤٧، س ٥ - ٧؛ ابن كثير، جـ ١٣، ص ٣٢١، س ٣؛ النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ ٧، ص ٦ س ٧ - ٩؛ السلوك، جـ ١، ص ٧٦٥، س ١ - ٢، جـ ٢ ص ١٦٢, س ٨؛ ابن الفرات، جـ ٨، ص ١١٢، س ١٠ - ١١).
وحين كان المماليك يضطرون إلى خوض معارك كبرى على الأرض المصرية، فإنهم قد جروا على تفضيل أن تدور المعركة فى جوار القاهرة. وفى عدة أحوال كان الحد بين صحراء سيناء ومصر نفسها ويسمى "رأس الرمل" أو "أول الرمل"، ممتدحًا لأنه أنسب للمدافِع، ذلك أن المهاجم سوف يكون قد أنهك بمجرد عبوره الصحراء.