وضوحا فى الرواية التى تقول إن أبا سفيان كان يفرح كلما نال العدو شيئا من المسلمين فى وقعة اليرموك. وبطبيعة الحال، توجد قصة أخرى تقول إنه كان يدعو الله لنصرة المسلمين. وذكر فى عدة مواضع أنه اشترك فى هذه الوقعة (البلاذرى، طبعة ده غويه، ص ١٣٥) وروى سيف أنه كان "قاصا" فيها (الطبرى ج ١، ص ٢٠٩٥). ولكن هذه الرواية تسترعى النظر، لأن سنه كانت إذ ذاك نحو سبعين عاما. وتقول الرواية الغالبة انه توفى فى الثامنة والثمانين من عمره عام ٥٣١ هـ (٦٥١ - ٦٥٢ م)، فى حين تقول روايات أخرى إنه توفى عام ٣٢ أو ٣٣ أو ٣٤ هـ (٦٥٢ - ٦٥٥ م). ويمثل أبو سفيان تمثيلا قويا للك السياسة التى انتهجها أهل مكة والتى لم تقم على مبدأ ولم تصطبغ بصبغة، وهى السياسة التى لا شك فى أنهم عرفوا بها كيف يفيدون فيما بعد مما أخذوه من النبى من امتيازات.
المصادر:
(١) الطبرى، انظر الفهرس.
(٢) ابن هشام، طبعة فستنفلد، ج ١، ص ٤٦٣ وما بعدها، ٥٤٣ وما بعدها،
(٣) ابن سعد، ج ٨، ص ٧٠.
(٤) البلاذرى، طبعة ده غويه، ص ٥٦. ١٣٥.
(٥) ابن حجر: الإصابة ب ٢، ص ٤٧٧ وما بعدها.
(٦) النووى، طبعة فستنفلد، ص ٧٢٦.
(٧) المسعودى: مروج الذهب، طبعة ياريس، ب ٤، ص ١٧٩ وما بعدها.
[بول Fr. Buhl]
+ أبو سفيان بن حرب بن أمية من عشيرة عبد شمس القرشية، تاجر بارز ومالى كبير من أهل مكة، ويجب أن يميز بينه وبين ابن عم النبى أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
واسم أبى سفيان صخر، ويكنى أحيانا أبا حنظلة، وكان عيبد شمس فى وقت من الأوقات عضوا فى الجماعة السياسية المعروفة بالمطيبين (وتشمل عشيرة هاشم)، ولكنه خرج من هذه الجماعة حوالى الوقت الذى ظهر فيه النبى، وتعاون فى بعض الأمور مع