يفرقها على أعضاء حلقته كل بحسب رتبته (المصدر المذكور، جـ ٢، ص ٧٧٧؛ الترجمة، جـ ٢، ص ٢٥٥). وسرعان ما برز شأنه بين المريدين لورعه وإخلاصه لجلال الدين، فزاد تقدير جلال الدين له لأنه على خلاف الآخرين قد أظهر تبجيله العظيم لشمس الدين التبريزى ثم لصلاح الدين زركوب (المصدر المذكور، جـ ٢، ص ٧٨٢؛ الترجمة، جـ ٢، ص ٢٥٩). ومن الواضح أنه حدث فى هذا الوقت أو بعده بقليل أن اتصل جلال الدين بعمال الحكومة لتدبير إقامة حسام الدين "شيخًا"، لخانقاه ضيا وخانقاه لا لا فى قونية، (انظر مكتوبات مولانا جلال الدين، ص ١٢٨ - ١٢٩) ونجح جلال الدين فى مسعاه (الأفلاكى، جـ ١، ص ٥٥٨؛ جـ ٢، ص ٧٥٤)، ٧٥٨؛ الترجمة، جـ ٢، ص ٧٣، ٢٣٧، ٢٤١). وبعد وفاة الشيخ صلاح الدين (٦٥٧ هـ = ١٢٥٨ م) أقام جلال الدين مكانه فى المشيخة حسام الدين. وفى غضون هذه السنوات الخمس نظم المجلد الأول من المثنوى (٦٥٩ هـ = ١٢٦٠ - ١٢٦١ م) بناء على استحثاث حسام الدين الذى كان جلال الدين يمليه عليه. ولما انتهى جلال الدين من هذا المجلد توفيت زوجة حسام الدين، وتولاه الحزن والكمد لوفاتها وتوقف عن حث جلال الدين على إكمال المثنوى (المثنوى، جـ ٢، ص ٢٤٧؛ أفلاكى، جـ ٢، ص ٧٤٢ - ٧٤٤؛ الترجمة جـ ٢، ص ٢٢٨) وبعد ذلك بسنتين تزوج حسام الدين مرة أخرى واستؤنف العمل فى المثنوى. وظل حسام الدين يعمل خليفة لجلال الدين وكاتبه حتى وفاة جلال الدين، وظل حسام الدين بعد ذلك وبناء على ترشيح جلال الدين خليفة له طوال الاثنتى عشرة سنة الباقية من حياته. (انظر سلطان ولد: ولد نامه، ص ١٢٢؛ سباه سالار: الرسالة، ص ١٤٦؛ أفلاكى، جـ ٢، ص ٧٤٦؛ الترجمة، جـ ٢، ص ٢٣١). وقد اجتذب حسام الدين قلوب الناس من جميع الطبقات بنظرته