النادر "النقَّابة"). وأطلق على حفر الأنفاق "نَقَبَ""نَقَّبَ" وعلى من يستخرجون الأحجار من الحصون "الحَجَّارُون" كما اشتغل النجَّارُون أيضًا في حفر الأنفاق. وأطلق على إشعال النار في المواد القابلة للاحتراق "عَلَّق" ونادرًا ما يقال "أحرق". وبالأضافة إلى المراجع السابق ذكرها انظر أيضًا: الفتح القسى، ص ١٦٦؛ سيرة الملك المنصور، ص ٨٩؛ ابن الفرات، جـ ١٣، ص ٨٠؛ السلوك، جـ ١، ص ١٠٠٣؛ النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ ٨، ص ٦؛ وانظر طبعة - pop per، جـ ٥، ص ٤٠٧؛ Mon-: Qautremere gols، ص ٢٨٤، حاشية ٩٥؛ الأنصارى طبعة Scanlon، ص ٩٢). وقد تناقص استخدام النقوب إلى حد كبير بعد الحروب الصليبية، بل اختفى، على أنه لم يبطل تماما (انظر المراجع المتعلقة بالفترة اللاحقة للحروب الصليبية، وقد تقدم ذكرها).
ومما له فائدة وأهمية خاصة تلك الأوصاف التى وردت عن النقوب التى حفرها المماليك في الحصارات التى فرضوها على أرسوف سنة ٦٦٣ هـ (١٢٦٥ م؛ السلوك، جـ ١، ص ٥٢٨ - ٥٢٩) وعلى المَرْقب (سنة ٦٨٤ هـ = ١٢٨٥ م)؛ أبو الفدا، جـ ٤، ص ٢٧؛ سيرة الملك المنصور، ص ٧٨ - ٧٩؛ ابن الفرات، جـ ٨، ص ١٧ - ١٨ وانظر أيضًا النجوم الزاهرة طبعة القاهرة، جـ ٦، ص ٤٠).
ومن أسباب نجاح المماليك في حفر الأنفاق التى قاموا بها في أثناء فرضهم الحصار على القلاع الساحلية للصليبيين هى أنهم كانوا مطلقى اليد في استخدامها استخدامًا كاملًا وبلا تحفظ كبير أكثر مما كانوا يفعلون في الظروف العادية ذلك أنهم لم يكونوا يرغبون في الإبقاء على هذه القلاع أو ترميمها بعد الاستيلاء عليها، بل كان جل همهم هو تسويتها بالأرض.
وكان السلاحان الأساسيان للحصار اللذان نجح المماليك بفضلهما في الاستيلاء على قلاع الصليبيين، ومن ثم القضاء على حكمهم في الشام وفلسطين، هما المجانيق والنقوب.