المجاعة والطاعون، وعودة الاضطرابات القبيلة التي بلغت مبلغ الإزعاج بوجه خاص سنة ٨٦٧ هـ (١٤٦٣ م) وأخمدت هذه الاضطرابات بقسوة، بيد أنها لم تكبح تمامًا. وقام عثمان في مناسبات عدة بحملات تأديبية في الجنوب، والجنوب الغربى في الفترة ما بين سنة ٨٦٢ هـ (١٤٥٨ م) وسنة ٨٧٠ هـ (١٤٦٥ م) في هذه الأثناء استولى واحد من بنى عبد الواد على تلمسان، وأخضع مرة سنة ٨٦٦ هـ (١٤٦٢ م) إلا أن الأمر استلزم إخضاعه مرة أخرى سنة ٨٧١ هـ (١٤٦٦ م). أما سنوات حكم عثمان الأخيرة (٨٧٥ - ٨٩٣ هـ = ١٤٧٠ - ١٤٨٨ م) فغامضة تمامًا غموض تلك السنوات الأخيرة من حكم بنى حفص. وقد مال عثمان ميلًا شديدًا إلى إقامة أقاربه ولاة على الأقاليم. ويبدو أنه شدد قبضته على تلمسان. وفى سنة ٨٧٧ هـ (١٤٧٢ م) اعترف والى فاس الجديد، ومؤسس أسرة بنى وطَّاس، بسيادته.
٢٠ - أبو زكريا يحيا (٨٩٣ - ٨٩٤ هـ = ١٤٨٨ - ١٤٨٩ م). نجح في أن يخلف جده عثمانًا وعامل أقاربه الذين تحدو حكمه بلا شفقة، واغتاله آخر الأمر ابن عمه الشقيق عبد المؤمن ابن إبراهيم.
٢١ - عبد المؤمن بن إبراهيم (٨٩٤ - ٨٩٥ هـ = ١٤٨٩ - ١٤٩٠ م). خلعه من العرش أحد أبناء سلفه وعدوه في أيام معدودة من ولايته.
٢٢ - أبو يحيا زكريا بن يحيا (٨٩٥ - ٨٠٠ هـ = ١٤٩٠ - ١٤٩٤ م).
ربما كانت دولة بنى حفص خليقة بأن تستعيد قوتها في أيام حكمه، لولا أنه مات بالطاعون، وهو بعد شاب.
٢٣ - أبو عبد الله محمد (٨٩٩ - ٩٣٢ هـ = ١٤٩٤ - ١٥٢٦). ابن عم شقيق لسلفه، وقد استسلم للملذَّات، وعجل باضمحلال أسرة بنى حفص. وقد كبح أبو يحيا جماح القبائل العربية المنتقضة بصعوبة، واستخلص منه الأندلسيون بجاية وطرابلس سنة ١٥١٠ م.
٢٤ - الحسن (٩٣٢ - ٩٥٠ هـ = ١٥٢٦ - ١٥٤٣ م). ابن الأمير السابق،