باستطاعته التوفيق بين نزعات مختلفة وبطيعة المجتمع الذى تلقاه. ويقول برنشفك R. Brunschving. ": " إن فضله الكبير ونجاحه العظيم يرجعان إلى أنه استطاع أن يوائم مواءمة موفقة بين شتى المؤثرات التى تأثر بها على نحو يفهمه مستمعوه. والتصوف المعتدل الذى أدخله الغزالى قبله بقرن فى الإسلام على مذهب أهل السنة من أجل نخبة من الخاصة. أصبح بعد بفضل أبى مدين يوافق عقلية المؤمن فى شمال إفريقية سواء كان من العامة أو من الخاصة. لقد أمدنا أبو مدين بغير معقب بمفتاح التصوف فى شمالى إفريقية".
وتنسب إليه كتب المناقب كرامات، وقد اتخذته تلمسان حيث توفى، وليًا لها. وأصبح ضريحه مركزًا لعمارة جامعة (مسجد العباد سنة ٧٣٧ هـ = ١٣٣٩ م؛ ومدرسة سنة ٧٤٧ هـ = ١٣٤٧ م، وقصر صغير، وحمام) أنشأ معظمها سلطان فاس أبو الحسن المرينى صاحب تلمسان، ولا يزال هذا الضريح يؤمه بالزيارة كثير، أهل الريف من إقليم وهران وشرقى مراكش.
المصادر:
(١) ابن مريم: البستان، طبعة بن شنب، الجزائر سنة ١٣٢٦ هـ (١٩٠٨ م) وترجمه Provenzali إلى الفرنسية، الجزائر سنة ١٩١٠، ص ١١٥ وما بعدها.
(٢) الغبرينى: عنوان الدراية، طبعة ابن شنب، الجزائر سنة ١٩١٠ م.
(٣) ابن خلدون (يحيى): تاريخ بن عبدالواد، ترجمة A. Bel. بعنوان. Hist des B. Abd el- Wad.، الجزائر سنة ١٩٠٤ م، جـ ١، ص ٨٠ - ٨٣.
(٤) أحمد بابا: نيل الابتهاج، فاس سنة ١٩١٧ م، ص ١٠٧ - ١١٢.
(٥) Vie du celebre marabout J.J.J Barges Sidi abu Medien، باريس سنة ١٨٨٤ م.