للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يكشف فيه عن نفسه بأقوال فيها تشبيهات غاية فى العظمة؛ فالدنيا، والزهد، والعبادات، والكرامات، والذكر، بل المقامات، ليست فى نظره غير حجب تحجبه عن الله، وحين خرج آخر الأمر من إنسيته بالفناء كما تنسلخ الحية من جلدها، بلغ المقام المطلوب وعبر عن هذا التغير فى وعيه بنفسه بتلك الشطحات المشهورة التى أثارت ثائرة معاصريه وصدمت مشاعرهم:

"سبحانى ما أعظم شأنى"

"طاعتك يارب أعظم من طاعتى لك"

"أنا العرش والكرسى"

"أنا اللوح المحفوظ"

"كنت اطوف حول البيت أطلبه فلما وصلت إليه وجدت البيت يطوف حولى" وفى تفكره حلق بقفزات في العالم العلوى غير المحسوس، فأخذ عليه أنه ادعى أنه عرج به إلى السماء كما هى الحال فى معراج النبى - صلى الله عليه وسلم -. وقد زينه الله أثناء هذه القفزات بوحدانيته، وألبسه إنّيته، ولكنه أمسك عن أن يظهر للناس وهو على هذه الحال؛ أو أنه طار بجناحى الديمومية فى فضاء اللاكيفية،

ونزل على أرض الأزلية وراى شجرة الأحدية فتحقق أن هذا كله كان وهما أو أن نفسه كانت كل ذلك. . إلخ. وقد واجه فى كل هذه الأقوال على ما يظهر المشكلة القصوى فى كل تصوف.

وثمة أسطورة متأخرة فى الزمن تجعله يحل فى يسر ألغازًا طرحت عليه فى دير للنصارى مما حدا بجميع سكان الدير إلى الدخول فى الإسلام:

المصادر:

(١) السراج: اللمع، طبعة نيكلسون، ص ٣٨٠ - ٣٩٣، والفهارس.

(٢) السُّلَمى: طبقت الصوفية، القاهرة سنة ١٩٥٣ ام، ص ٦٧ - ٧٤.

(٣) أنصارى هروى: طبقات الصوفية، مخطوط نافذ باشا، رقم ٤٢٥، في ١٣٨ - ٤١ ب.

(٤) جامي: نفحات الأنس، طبعة Nassau Lees، ص ٦٢ وما بعدها.

(٥) أبو نعيم: حلية الأولياء، جـ ١٠، ص ٣٣ - ٤٢.